تنظم محافظة التراث غير المادي والكوريغرافيا اليوم والى غاية 4 أفريل عرضا شرفيا لثلاثة أفلام وثائقية أنتجت في اطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية .''2011 تقام العروض بقاعة سينما ''شندرلي'' بتلمسان وسيحضرها المخرجون الذين يلتقون مباشرة بالجمهور من خلال مناقشة مفتوحة تبدأ مع نهاية كل عرض. الفيلم الوثائقي الأول يحمل عنوان ''وشوشة الفقارة'' للمخرج محمد ير?ي ومن تأليف ماية سعيداني، ويروي عبر 52 دقيقة وشوشة الفو?ارة التي تحكي مغامرة محمد بن علي بن صديق. إنها الرواية الأصلية لحياة وتراث مشترك ومتقاطع للغتين وثقافتين هما ''التوات'' و''ال?ورارة'' ويتجسد هذا التراث في الفيلم من خلال رقصات أصلية من عمق الصحراء مرتبطة ارتباطا عضويا بالماضي والتاريخ ويحمل دلالات مختلفة منها الحرب وطقوس الاحتفال وغيرها تستمد عروضها من خزان موسيقى لا يجف مليئ بالاسرار والحكايا. فيلم ''قم ترى، أندلسية'' للمخرج عبد النور أحزاح يعرض يوم غد ويتطرق في مضمونه لتاريخ الموسيقى العربية الاندلسية الذي هو جزء من تاريخ الجزائر. الموسيقى الاندلسية المتميزة بثراء الانغام والنصوص هي تراث ثقيل من حيث القيمة يجب المحافظة عليه لأنه جزء من الهوية الثقافية. يروي الفيلم قصة وصول الموسيقى الاندلسية من اسبانيا الى بلاد المغرب العربي خاصة الجزائر لذلك يجوب الفيلم عدة مدن جزائرية للبحث في أصول هذه الموسيقى وتاريخها خاصة بعد سقوط الاندلس عام 1492 حيث نزح أهل هذه البلاد إلى المدن المغاربية حاملين في حقائبهم معارفهم الثقافية والفنية ومنذ ذلك الحين والطرب الاندلسي حاضر ينتقل من جيل الى جيل. الفيلم الثالث الذي سيعرض هذا الاربعاء بعنوان ''ايراد بني سنوس'' للمخرج نور الدين بن حامد الذي يصور احتفالية يناير الخاصة بالسنة الامازيغية في منطقة بني سنوس بجنوب تلمسان. ويتطرق الفيلم الى الدلالات التاريخية لمظاهر الاحتفال ومقارنتها باحتفاليات منطقة باتنة وور?لة إين تتقاطع تلك المظاهر الاحتفالية في العمق الامازيغي. تعتبر التظاهرة مسرحا تقليديا أصيلا يجمع كافة التشكيلات الفنية من خلال ''آيراد'' والذي يعني مواجهة أسد ب 10 شبان ليلة يناير يلبس هؤلاء الفتية جلود العجل أو الماعز يجولون القرية تحت ايقاعات الطبول بينما يتم سحب ''آيراد'' الكبير من طرف شخص كي لا يتمكن من الفرار. يقدم العرض مختلف الازياء والاغاني والرقصات واللوحات المسرحية الخاصة بهذه الاحتفالية الشعبية كما يشارك في الفيلم نخبة من الدارسين والباحثين.