نظمت مؤخرا مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية ميلة، أياما مفتوحة على قطاع السياحة والصناعات التقليدية، بدار الصناعات التقليدية والحرف، تحث شعار آفاق التشغيل في قطاع السياحة بالولاية، وقد شارك العديد من العارضين والفاعلين في مجال الحرف التقليدية، والمتعاملين في القطاع السياحي من وكالات سياحية، ومؤسسات حموية وفندقية بالولاية، وأوضح مسؤول عن تنظيم هذه الأبواب، أن هذه المبادرة تدخل ضمن خلق فضاء لاستقطاب الشباب وتوفير شروط الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، من خلال تقديم كل التسهيلات الضرورية والتحفيزات الموجهة للاستثمار الشباني. وستكون هذه المناسبة فضاء من أجل دفع هذا القطاع الحيوي للتوسع، خاصة أن ولاية ميلة تعتزم تطوير النشاط السياحي على ضفاف سد بني هارون، من خلال خلق مؤسسات سياحية، فندقية وحرفية لامتصاص البطالة وتحفيز المستثمرين، لاستغلال هذا الصرح بما يخدم التوجهات العامة لتطوير القطاع الذي بدأ يعرف انتعاشا، بفضل تخصيص مناطق التوسع السياحي المقترحة بمختلف أرجاء الولاية. وللإشارة، فقد شارك في المعرض العديد من المتعاملين في المجال السياحي والصناعات الحرفية، حيث تم عرض مختلف الصناعات الحرفية التي تزخر بها الولاية، لاسيما صناعة الأواني الخشبية التي تشتهر بها مشتة درع طبال ببلدية عين ملوك، ذات الجذور العريقة. وأكد السيد بن عليلش عبد العالي، أحد الحرفين المشاركين في المعرض، أن هذه الحرفة ورثناها أبا عن جد، حيث كان أجدادنا يمارسونها بمنطقة الشحنة، بولاية جيجل، وبسب الاضطهاد الاستعماري، رحلت قصريا العديد من العائلات، ومنها عائلة بن عليلش، فرطاس يسعد وبلعايب إلى مشتة درع طبال المعزولة آنذاك، من أجل الاستقرار وكسب لقمة العيش، فاحترفوا هذه الحرفة المتوارثة عن أسلافهم، وكانت في بداية الأمر تمارس بوسائل تقليدية بسيطة، لكن مع مرور الوقت، تطورت هذه الصناعة بوجود ماكينات آلية ووسائل جد متطورة، تم إقحامها في مراحل صناعة الأواني الخشبية، لكن يضيف محدثنا، نعاني اليوم من مشكل نقص المادة الأولية بالولاية، كأشجار الدردار، الصفصاف والصنوبر الحلبي، والتي أصبحت صعبة المنال وتعتبر من المواد الأساسية في صناعة الأواني الخشبية بمختلف أنواعها من أطباق، معالق وقصع. ويرجع هذا -حسب محدثنا- إلى وجود قوانين تحمي قطع الأشجار وتعاقب كل من يريد العبث واختراق هذه الإجراءات التي وضعت لحماية البيئة والمحيط، وعن سؤالنا حول كيفية حصول الحرفي على هذه المادة، أجابنا قائلا؛ إن أغلب الحرفين يقومون بشرائها من بعض المقاولين الذين لديهم بعض المشاريع الغابية بالولاية، وهذا حسب رأيه، لا يكف ولا يلبي الطلبات المتزايدة لهذه المواد، لزيادة الإنتاج وتحسين المردود، وننتظر -يواصل محدثنا- من السلطات المختصة إيجاد طرق قانونية لمساعدة الحرفي على الاستمرار في هذه الحرفة التي أصبحت آيلة للزوال، إذا لم نقم بدعمها، فبعدما كان عدد الحرفين بمشتة درع طبال يفوق 80 حرفيا، تراجع عددهم الآن إلى 10 فقط، حيث قام أغلبهم بتحويل حرفتهم إلى تجارة أخرى، وهذه خسارة كبيرة للصناعات التقليدية بالولاية. كما نوه محدثنا -خلال حديثه أيضا- إلى الإجراءات الأخيرة المتخذة من طرف الدولة، خاصة في مساعدة هؤلاء الحرفين ببعض القروض البنكية، وهذه عملية استحسنها الكثير من الحرفين، لكن يبق مشكل المادة الأساسية في صناعة الأواني الخشبية، ما يؤرق أغلبهم وما يعكر صفوهم.