يفتتح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، صباح غد الاثنين، بالجزائر، رفقة رئيس فيدرالية ألمانيا السيد هورست كوهلر المنتدى التاسع للشراكة مع إفريقيا، الذي يجمع ممثلي نحو 60 دولة من القارة الإفريقية وشركائها في التنمية من مجموعة الثمانية ومنظمة التعاون والتنمية الإقتصادية ومنظمات دولية للتمويل، على مدار يومين لتقييم مدى تقدم برامج الشراكة وتنفيذ الالتزامات التي تم ضبطها في إطار مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا "نيباد"· وسيبحث المشاركون في هذا المنتدى الدوري الذي يعقد مرتين في العام كيفية مرافقة دول القارة السمراء في دعم جهودها من اجل التنمية، من خلال التركيز هذه المرة على موضوعين أساسين، يتعلق الأول ب"الحكم والتنمية"، ويتم تقديمه للنقاش من قبل بلد إفريقي، على أساس دعم المعارف وتبادل المعلومات مع الشركاء من الدول المتقدمة التي ستتولى من جهتها عرض الموضوع الثاني المطروح للنقاش خلال المنتدى والمتعلق ب"الشراكة" · وتبرز أهمية الموضوعين اللذين يتناولهما هذا اللقاء حسب السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، الذي قدم المحاور الكبرى للمنتدى في ندوة صحفية عقدها أمس، بقصر الأمم بنادي الصنوبر، في كونهما يصبان في جوهر برنامج العمل الذي سطره الإتحاد الإفريقي في مجال تنمية القارة، ولاسيما محور "الحكم الراشد" الذي يعتبر أولوية الأولويات في هذا البرنامج، مذكرا في هذا الصدد بأن الجزائر كانت من أولى الدول المبادرة إلى خيار الحكم الراشد وذلك بإقرارها في 1999 للائحة عدم الاعتراف بالحكومات التي تقوم وفق أطر خارجة عن المسار الديمقراطي· وقد تبنت إفريقيا منذ انعقاد آخر قمة لمنظمة الوحدة الإفريقية بالجزائر هذه اللائحة، وبنت هياكل إتحادها الإفريقي وفق ما تقتضيه الممارسة الديمقراطية، على حد تأكيد الوزير الذي أشار في هذا الصدد إلى عدة هيئات ومؤسسات إفريقية جاء إنشاؤها لدعم الديمقراطية في إفريقيا ومنها البرلمان الإفريقي الممثل ب5 أعضاء من كل دولة في الإتحاد، وكذا اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، ومجلس السلم والأمن الإفريقي الذي يعمل على حل النزاعات وضمان الاستقرار والأمن في القارة على اعتبار أن هذين العاملين يمثلان أساس كل سياسة تنموية، علاوة على الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء التي تعد أداة إرادية لدعم التقييم والتقويم بين دول القارة· أما بخصوص موضوع الشراكة الذي سيتم عرض تصوره من قبل شركاء القارة سواء من مجموعة الثماني أو منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية، فينتظر أن يتناول كيفية مرافقة دول القارة في مجال التنمية الإقتصادية مع توجيهها على أولويات هذه التنمية، وذكر السيد مساهل في هذا الإطار بمخطط التنمية في إفريقيا الذي تمت الموافقة عليه من قبل مجموعة الثماني في قمة "غلين إيغلز" في 2005، وجملة الإجراءات التي اتخذتها المجموعة لصالح التنمية في القارة السمراء، ومن بينها مسح ديون 14 دولة من أكثر الدول فقرا في القارة، ومنح مساعدات مالية للقارة مع رصد 10 ملايير دولار لصندوق مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية في إفريقيا، فيما قدمت منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية من جهتها، مساعدة معتبرة في إطار تنمية القارة بلغت 100 مليون دولار· وإلى ذلك فقد تعهد شركاء إفريقيا في التنمية بالالتزام بإنعاش التجارة في القارة من خلال تفعيل مسار مؤتمر الدوحة، وتسهيل دخول المنتجات الإفريقية إلى الأسواق العالمية، ومرافقة الآلة الإنتاجية في إفريقيا من خلال دعم الاستثمار وتكثيفه سيما في مجال البنى التحتية، وتم في هذا الإطار إنشاء المجمع الدولي للهياكل القاعدية ورصد 5,6 مليار دولار في إطار الصندوق الأوروبي الذي يمنح مساعدات للقارة تمتد ل5 سنوات· ويأتي المنتدى التاسع من أجل الشراكة في إفريقيا لتحليل ودراسة كل ما تم إنجازه في إطار عمليات الشراكة المذكورة، في إطار التقييم الدوري الذي تجتمع حوله الأطراف المعنية مرة كل 6 أشهر، حيث كان المنتدى السابق قد عقد يومي 22 و23 ماي الماضي في العاصمة الألمانية برلين، فيما يعود انشاء هذا المنتدى الذي يعد فضاء للحوار والتشاور إلى أفريل 2003، مع المبادرة الفرنسية إلى توسيع إطار الحوار والشراكة بين إفريقيا والدول المتقدمة وقد كان قبلها اللقاء يجمع الدول الخمس المبادرة بالنيباد ومجموعة الثماني· وقد عرفت المبادرة انطلاقة جديدة مع ترأس بريطانيا لمجموعة الثمانية في 2005، حيث تم رفع مستوى المشاركة وإنشاء أمانة تقنية للمنتدى، الذي يترأسه مناصفة أربعة فاعلين اثنان من إفريقيا يمثلان رئاسة الإتحاد الإفريقي وأمانة النيباد واثنان من الدول الشركاء، يمثلان رئيس مجموعة الثمانية (ألمانيا في الوقت الحالي) وممثل عن منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية (الدانمارك في منتدى الجزائر)· وتجدر الإشارة إلى انه في إطار التحضير لهذا المنتدى التاسع تعقد اللجنة المديرة للمبادرة الإفريقية والتي تضم 20 دولة، دورتها ال32 المخصصة لإعداد الملفات التي ستطرح على الشركاء مع تنسيق الموقف الإفريقي· كما سيتم على هامش المنتدى عقد اجتماع يضم ممثلي الدول الخمس المبادرة بالنيباد إضافة إلى غانا التي ترأس الإتحاد وإثيوبيا التي ترأس المجلس التنفيذي من جهة ودول مجموعة الثمانية من جهة ثانية· وقد أبرز السيد مساهل أهمية هذا اللقاء الدوري الذي يجمع دول القارة بالشركاء من الدول المتقدمة حول مسائل التنمية والشراكة المجدية، مؤكدا بأن ثماره أصبحت جلية من خلال الانسجام الذي حققه بين استعدادات الشركاء وأهداف القارة· مشيرا إلى أن التقارير الدولية الأخيرة، ولا سيما الصادر منها عن البنك العالمي في الأيام الأخيرة تبرز التطور الحاصل في القارة الإفريقية خاصة في مجالي الحكم الراشد والسلم والأمن حيث تقلصت النزاعات في القارة إلى 3 نزاعات فقط، فيما بلغ معدل النمو 5,8 بالمائة بعد أن كان في مستويات سلبية فبل 10 سنوات. *