وقعّت الجزائروألمانيا أمس، على هامش المحادثات التي جرت بين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الألماني السيد هورست كوهلر، اتفاقا يقضي بعدم الازدواج الضريبي لتشجيع الاستثمارات الألمانية في الجزائر، ولاسيما في مجال الصناعة.. ويأتي هذا الاتفاق المبرم بين البلدين بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الفيدرالية لألمانيا ليعزز رصيد التعاون الذي يجمع البلدين، والإرادة الراسخة لديهما لدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أفضل· ففي هذا الإطار فقد أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال مأدبة الغداء التي أقامها على شرف الرئيس الألماني، أن زيارة هذا الأخير إلى الجزائر تنم عن الإرادة المشتركة التي تحدو البلدين في بناء علاقات نموذجية ودائمة، تقوم على تبادل الصداقة والتقدير· معبرا بالمناسبة عن ارتياحه للمستوى الرفيع الذي طبع المحادثات المثمرة التي جمعته بضيف الجزائر بشأن تعميق الحوار السياسي بين الطرفين، خصوصا فيما يتعلق بتوطيد علاقات الشراكة بينهما· وذكر السيد بوتفليقة، أن مسار تعميق العلاقات الثنائية وتوطيدها بين الجزائروألمانيا انطلق خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى ألمانيا في أفريل2001، داعيا في سياق متصل المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والألمان إلى اغتنام ما يوفره إقتصاد البلدين من إمكانيات وعوامل التكامل· وجمعت الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وهورست كوهلر، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، محادثات على انفراد، توسعت بعد ذلك لتشمل أعضاء وفدي البلدين، المتشكلين من وزراء الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والتجارة السيد الهاشمي جعبوب والمالية السيد كريم جودي والصناعة وترقية الاستثمارات السيد عبد الحميد تمار والنقل السيد محمد مغلاوي وكذا السيد عبد اللطيف رحال المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية والسيد محمد مولاي قنديل مدير الديوان برئاسة الجمهورية عن الجانب الجزائري، وكاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد جورج بومغردن والوزيرة المساعدة للاقتصاد السيدة داغمار وورل وكاتب الدولة ورئيس شؤون الرئاسة السيد غرت هوتلر وكذا عضوان من البرلمان الفدرالي السيدان هانس جواكيم فوشتل وجوهان رايدل عن الجانب الألماني· وكان رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية الذي حل أول أمس، ببلادنا في زيارة دولة تدوم أربعة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، توجه صباح أمس إلى مقام الشهيد بالعاصمة حيث وضع إكليلا من الزهور ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية· كما أشرف الرئيسان قبل ذلك على افتتاح الدورة التاسعة لمنتدى الشراكة مع إفريقيا بقصر الأمم بنادي الصنوبر، والذي يعرف مشاركة نحو 60 ممثل دولة من إفريقيا ومن دول مجموعة الثمانية ودول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومؤسسات مالية عالمية، مع الإشارة إلى أن الرئيس الألماني حضر اللقاء على اعتبار أن بلاده تترأس حاليا مجموعة الثمانية· وأوضح كاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد جورج بومغردن عقب مراسيم توقيع إتفاق عدم الإزدواج الضريبي بين البلدين، أن هذا الإتفاق سيسهل نشاطات المستثمرين الألمان في الجزائر من خلال تقليص البيروقراطية، وأشار في هذا الصدد إلى أن الصناعة الألمانية يمكنها أن تساهم بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الجزائري مؤكدا بأن البلدين سيعملان سويا من أجل تعميق علاقاتهما الاقتصادية أكثر· فيما أوضح السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية من جهته أن هذا الاتفاق الهام يأتي ليكمل الإطار القانوني للتعاون الجزائري الألماني، الذي سبق وأن سمح للعلاقات بين البلدين، بالتقدم في المجال الاقتصادي، كما سيعطي هذا الاتفاق على حد تأكيده دفعا جديدا للإستثمارات الألمانية في الجزائر· للإشارة فقد حضر حفل التوقيع على الإتفاق عن الجانب الجزائري إلى جانب وزير الشؤون الخارجية وزيرا المالية السيد كريم جودي والصناعة وترقية الإستثمارات السيد عبد الحميد تمار· أما عن الجانب الألماني فحضر الحفل كاتب الدولة ورئيس شؤون الرئاسة السيد غرت هوتلر وكاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد جورج بومغردن· *