أخيرا، استرجعت قاعة المتيجة (الكوليزي) بقرار من والي ولاية البليدة وبطلب من وزارة الثقافة، وجهها الحقيقي ببوفاريك، بعدما تحولت ومنذ أكثر من خمس سنوات الى خراب محاصر ببناء لا يخضع لأية مقاييس· أعطى الوالي السيد حسين واضح، تعليمات صارمة أشار من خلالها الى مشكل البناء الفوضوي الذي كان وراء سد نوافذ مسرح الكوليزي وشوه طابعه المعماري والحضاري، وصارت جدرانه تحكي ذكريات ابطال مروا به وقفوا على عتبته، امثال المرحوم عبد القادر علولة· للتذكير، يعود تاريخ بناء قاعة متيجة (الكوليزي) التي تعد معلما ثقافيا وحضاريا، يتمثل في المسرح البلدي والسينما الى الفترة الاستعمارية عام 1928، ويحتوي على 400 مقعد ويتسع لأكثر من 700 شخص، كانت تحتضن التظاهرات الثقافية كالعروض المسرحية والسهرات الغنائية، لاسيما في الاعياد الوطنية، كما كانت بها مجموعات صوتية وفوق مسرحية شاركت في العديد من المناسبات على مستوى البلدية وخارجها وحازت على عدة جوائز وشهادات شرفية· كما تعد هذه القاعة الوحيدة على مستوى البلدية التي تقام بها التجمعات الشعبية في الحملات الانتخابية، وتؤجر لسكان بوفاريك لإقامة الحفلات والأعراس وفي مناسبات عدة كالزواج والختان على مدار الاسبوع، حيث تضيف دخلا إلى ميزانية البلدية· ومن أجل التهيئة والاشغال تم غلق قاعة الكوليزي بعد ما تم تكسير الكراسي وتحويلها الى ركام من خشب وقد سدت أبوابها، وبين عشية وضحايا اصبحت لغزا يحير الجميع، فأثارت تساؤلات سكان بوفاريك عن أسباب غلقها· وعلى هامش الزيارة التي قام بها والي الولاية السيد حسين واضح وفي اطار الاحتفال بيوم العلم، وقف على عتبة هذا المعلم التاريخي والثقافي وطاف بأركانه حيث تفقد كل صغيرة وكبيرة· للإشارة، فإن السيد الوالي تلقى شروحات اصدر إثرها قرارا يقضي بفك الحصار عن هذا المعلم الثقافي والحضاري، الذي ارتاح له شباب ومثقفو بوفاريك، لاسيما الأسرة الثقافية، وعلى رأسها مدير الثقافة الذي يسعى جاهدا إلى النهوض بهذا القطاع الذي صار يعرف انتعاشا كبيرا·