خرج الملتقى الدولي حول ''اللغات ذات الانتشار الضعيف على شبكة الانترنت: رقمنة، معايير وأبحاث''، المنظم مؤخرا بولاية بومرداس من طرف المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت، بالتعاون مع مخبر براغراف (جامعة باريس 8 وجامعة سارجي بونتواز)، بجملة من التوصيات أهمّها إنشاء معهد وطني للغات. أوصى الملتقى الذي جاء امتدادا للملتقيات الثلاثة السابقة، بوضع اللغات ذات الانتشار الضعيف في إطار التنوّع اللغوي والثقافي للمجتمع الديمقراطي العادل، مع إمكانية العمل لصالح اللغات المهدّدة بالانقراض، وذلك باللجوء إلى الأرشفة الرقمية للمصادر ثم دراستها ونشرها، كما تقرّر إيلاء الأهمية الكاملة للعديد من المواضيع التي برزت خلال الملتقى، خاصة مسألتي المخطوطات (الجمع والمعالجة والنشر) والمدوّنات القديمة أو الحديثة، بالإضافة إلى ذكر بعض الوسائل المتعلّقة بها على غرار مبادرة ''تكست إنكودينغ انيشياتيف'' و''الويكي''. وأفضى الملتقى إلى اعتماد مقاربات منهجية أثبتت فعالياتها من قبل، بالإضافة إلى وسائل مطوّرة بشكل كاف بغرض معالجة ثمازيغث وتنوّعاتها اللغوية، وقد أخذ المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم ثمازيغث على عاتقه، العمل مع مؤسسات أخرى تهتم بدراسة وتطوير اللغات ذات الانتشار الضعيف، ورأى الملتقى أنّه ينبغي إقامة التعاون العلمي والتقني وتطويره بين مؤسسات جنوب - شمال، بالإضافة إلى العلاقات جنوب - جنوب، وأنّه أمر منطقي ينبغي تطويره والمحافظة عليه. وكان ملتقى ''اللغات ذات الانتشار الضعيف على شبكة الأنترنت: رقمنة معايير وأبحاث'' قد سلّط الضوء على الحالة الراهنة لحضور اللغات ذات الانتشار الضعيف خاصة ثمازيغث على شبكة الأنترنت، بالإضافة إلى العوائق التي تواجهها على المستويات الثلاثة الرقمنة، التنميط والبحث في المحتويات النصية، كما يقترح الملتقى من جهة أخرى، حلولا لنشر هذه اللغات عبر الشبكة.للإشارة، فإنّ اللغات ذات الانتشار الضعيف، ومهما كان بعدها الجغرافي، تضع الباحث أمام مجموعة من المسائل الملحّة حول تنظيم تعليم هذه اللغات والتكفّل الإعلامي بها وأسسها اللغوية الاجتماعية وإيديولوجياتها اللغوية الحالية. ويُعدّ إنجاز قواعد البيانات المعجمية بما فيها المدوّنات والمصادر بكلّ أصنافها المصوغة، بما يتناسب مع استعمال معلوماتي، إحدى الوسائل الأكثر ضمانا للمحافظة على اللغات ذات الانتشار والوظيفة الاجتماعية الضعيفين، وتطويرها، فإعداد هذه المدونات لمعالجة آلية، هو عمل أساسي، كونه يشغل حيّزا جوهريا ضمن اهتمامات المعلوماتيين وعلماء اللغة، كما لا يمكن تجاهلها في زمن الأنترنت والمعلوماتية التي شملت كلّ الميادين، فلا يمكن الاستخراج الآلي الناجح للمعطيات إلاّ بعد تحليل لساني ناجح.