مطربة محبوبة متمكّنة، اختارت الفن الحوزي الأصيل كعنوان لمسيرتها الفنية المشرّفة، أدّت التراث فأحسنت، وغنت للوالدين فوفقت وأثّرت، وصدحت بالمديح فأبدعت، إنّها المطربة الجميلة المتألقة دائما نادية بن يوسف، التي أفصحت لنا عن جديدها، مشاريعها، آمالها وتطلّعاتها من خلال هذا الدردشة الشيقة... ''المساء'': هل لنا أن نطلع على أخبار ومحتوى الألبوم الجديد؟ المطربة نادية بن يوسف: الألبوم الجديد اكتمل وقريبا جدا سينزل إلى الأسواق وهو من إنتاج دنيا، يضم 8 أغان إحداها للمطرب الكبير الأستاذ رابح درياسة تحمل عنوان : حاولوه، والثانية لسلمى عنقر بعنوان: يا ربي سباب تعبي، ومديح ديني ومخيلص والباقي اعادات لأغان من التراث... - هل هناك دعاية للألبوم من طرف وسائل الإعلام؟ * دعاية بمعناها الواسع ليس بعد، عدا بعض الأخبار التي أشارت اليه في القليل من الصحف، إلى جانب لقاء في إذاعة البهجة مع توفيق رمانة، كنت قد صرّحت من خلاله بمضمون الألبوم الجديد مع التحفّظ عن الأغاني التراثية، وهاهي جريدة ''المساء'' تأخذ السبق كوسيلة مقروءة وتنفرد بحواري معها. - وماذا عن المشاريع الفنية الأخرى، هل هناك جديد في الأفق؟ * بالطبع هناك الجديد والمتمثّل في مشروع أغنية مع المطرب شاعو عبد القادر، ومشروع آخر قيّم عبارة عن أغنية وطنية بمناسبة الذكرى 50 لاستقلال الجزائر الحبيبة. - على ذكر الذكرى الخمسين كلّ الفنانين على قدم وساق لإعطاء أفضل ما عندهم، فما وقع هذا التنافس المثمر في نفسيتك كفنانة جزائرية أصيلة؟ * الأمر مفرح بالنسبة لي ومشجّع، وهذا التنافس الشريف لأجل غاية نبيلة هي رفع راية الجزائر عالية والإشادة بعظمة هذه الأم الحنون التي ليس لنا حضن سوى حضنها، هو التنافس المطلوب، الذي يا حبّذا أن يكون متواجدا على مدار السنة وليس فقط في المناسبات لنبدع وينتعش الفن الأصيل الهادف ويحيا من جديد، فكم من فنان غاب عن الساحة أو غيّب لسنوات لكن نداء الجزائر دفعه للعودة وبقوة، وهاهو ذا جاهز ليعطي حبّا لهذه الأرض الطيبة التي راح قربانا لاستقلالها أزيد من مليون ونصف مليون شهيدا... - وماذا عن برنامجك الفني لشهر رمضان؟ * ككلّ سنة لدي برنامج ثري خلال الأسبوعين الأولين من هذا الشهر الكريم، لكني لا أفوت فرصة السفر إلى بيت الله لأداء العمرة، وبالمناسبة أشكر المبرمجين للحفلات والسهرات الرمضانية الذين يراعون ذلك ويبرمجون حفلاتي في الأسابيع الأولى لأتمكّن من أداء عمرة ميمونة. - عرفت أغنية يا الوالدين ''الديو'' أو الذي أديته مع المطرب القدير شاعو نجاحا منقطع النظير، فهل ستكرّرين تجربة مماثلة؟ * لقد أدّيت أيضا أغنية ناجحة رفقة سمير تومي عبارة عن حوار بين أخت وأخيها ولا أمانع في تكرار تجارب موفقة كهذه، وللعلم، أنا أميل كثيرا للأغنية الاجتماعية التي تهدف إلى تقوية الروابط الأسرية، فأنا قبل أن أكون فنانة أنا مواطنة تعيش معاناة وأفراح العائلة الجزائرية. - على ذكر الأفراح، المطربة نادية بن يوسف مطلوبة بكثرة في الأفراح، فإلى جانب صوتها وحضورها، ما سرّ التهافت عليها؟ * العائلة الجزائرية عائلة محافظة محترمة، ولا تدخل بيتها إلاّ فنانا يحترم نفسه ويقدّر غيره، والفنان سمعة قبل أن يكون صوتا أو رصيدا فنيا، وأنا والحمد لله سعيت دائما لأن أكون فنانة العائلة أدخل البيوت من أبوابها وفرقتي النسائية التي أسّستها خصيصا للعائلة الجزائرية، فأجلس كفرد منها أحيي أفراحها وأسعد قلبها. - يقال أنّ ابن الوزة عوام، فهل من موهبة فنية عداك داخل أسرتك الكريمة؟ * ابنتي الكبرى دارسة للترجمة ولا أظنها مهتمة بالفن كثيرا، لكن ابني الأصغر له ميولات فنية في الميزان والراب ويملك أذنا موسيقية عالية، يتذوق الفن بشكل ملفت والمستقبل لا أحد يعلم ما يخبئ. - لم تتوقين؟ * لحصص فنية إذاعية وتلفزيونية عالية المستوى تجمع فنانين كبارا وتعيد لهم الاعتبار، وهذا ما ينقص بالفعل عبر شاشاتنا التي أهملت هذا الجانب الهام جدا في الآونة الأخيرة. - كلمة أخيرة؟ * كلمتي الختامية أعبّر من خلالها وعلى لسان كل الفنانين الجزائريين، عن امتناننا وارتياحنا لسن قانون الفنان مؤخّرا، والذي يحفظ لنا الكثير من الحقوق المهضومة سابقا، وهذا انجاز هام للفن والفنانين، فشكرا لكل من سعى لهذا المكسب، وأزف تحيتي بالمناسبة لكلّ عشاق نادية بن يوسف، مع خالص حبي وتقديري للجميع، وشكرا ل ''المساء'' التي أتاحت لي فرصة اللقاء.