طمأنت بلدية الجزائر الوسطى على لسان النائب الأول المكلف بالشؤون الاجتماعية والبيئة، السيد عبد الحكيم بطاش، سكان شارع العربي بن مهيدي وتجاره على انتهاء أشغال التهيئة التي يعرفها هذا الأخير في وقتها المحدد، أي قبل نهاية جوان المقبل، مؤكدا أن المشروع تتابع تجسيده ميدانيا لجنة ولائية تضم ممثلين عن البلدية. وأشار السيد بطاش في تصريح ل''المساء''، أن الأشغال تعرف تقدما كبيرا عكس ما يعتقده الكثيرون، خاصة التجار الذين عبروا عن قلقهم من تأثير الوضعية التي يشهدها أحد أعرق شوارع العاصمة عن نشاطهم في الفترة الأخيرة، لاسيما على مستوى الطريق الرابط بين البريد المركزي وشارع الأمير عبد القادر الذي أصبح من الصعب المرور عبره بسبب فوضى الأشغال. وقد اعترف المسؤول ببلدية الجزائر الوسطى بذلك، موضحا أنه لم يتبق من المشروع سوى مدّ شبكة الألياف البصرية لاتصالات الجزائر، على أن يتم بعدها الشروع في إعادة تهيئة الأرصفة التي تحولت إلى هاجس حقيقي لرواد شارع العربي بن مهيدي وتجاره، خاصة خلال هذه الأيام، حيث تجري عملية إعادة تهيئة شاملة للشبكات التحتية وحفر خنادق يصعب تخطّيها، فضلا عن انتشار الغبار الذي كسا واجهات المحلات التي تحوّل أصحابها إلى عمال للتنظيف، مع رش الأرضيات القريبة من متاجرهم بالماء، تجنبا لصعود الأتربة، كما أعاقت الأشغال عمال النظافة، حيث تحولت بعض الشوارع ومداخل العمارات إلى مفرغات اكتسحها الذباب الذي أصبح يقلق المارة والسكان. وما زاد من تأزم الوضع، هو عدم إعادة تهيئة الأرصفة عقب أشغال تهيئة بعض قنوات الصرف الصحي وشبكة المياه مباشرة، الأمر الذي أعاق عملية التنظيف منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى عدم تنظيف حاويات القمامة ومخلفات هذه الأخيرة التي تبقى متناثرة على الأرصفة. وذكر بعض السكان ل''المساء''، أنهم يشكّون في انتهاء الأشغال قبل نهاية جوان القادم، بسبب غياب التنسيق بين المؤسسات المكلفة بها، ما جعل الأشغال تسير-حسبهم- ببطء، رغم أن موسم الاصطياف على الأبواب، وسيفتتح رسميا في أول جوان المقبل، ما يؤكد ضرورة التعجيل في إنهاء عملية التهيئة حتى لايستقبل زوار العاصمة بالفوضى والازدحام. وقد أدت هذه الوضعية إلى تجنب البعض المرور عبر شارع العربي بن مهيدي الذي تحول إلى ورشة مفتوحة، منذ الإعلان عن المشروع الذي مس أيضا إعادة طلاء العمارات، في إطار برنامج ''الجزائر البيضاء''. يذكر أن النائب الأول لبلدية الجزائر الوسطى، كان قد صرح في وقت سابق ل''المساء''، أن أشغال إعادة التهيئة التي تعرفها عدة شوارع؛ منها شارع العربي بن مهيدي، ستنتهي في 30 جوان القادم، لكن هل يتحقق ذلك فعلا، وهل تتمكن السلطات المعنية من متابعة الشركات المكلفة بالأشغال، وإلزامها بتجسيد ما اتفقت عليه في دفتر الشروط، خاصة أن الكثير من المشاريع المماثلة تعطلت بسبب إخلاء المؤسسات بالتزاماتها وعدم جديتها؟.