يلتقي وفدا حركتي المقاومة الفلسطينية ''حماس'' والتحرير الفلسطينية ''فتح'' اليوم بالعاصمة المصرية للشروع في أولى الخطوات العملية التي اتفق عليها مؤخرا لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الانقسام داخل البيت الفلسطيني. ويتزامن لقاء اليوم بين الحركتين الغريمتين في نفس يوم بدء لجنة الانتخابات المركزية لعملها في قطاع غزة وهو ما جعل التفاؤل يميز معظم تصريحات المسؤولين الفلسطينيين الذين رأوا في لقاء اليوم بالقاهرة انطلاقة جادة باتجاه وحدة الصف الفلسطيني. وأعرب صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة ''حماس'' عن تفاؤله إزاء ما اسماه ''بسهولة'' إتمام التفاهمات على تشكيل حكومة التوافق في ضوء الالتزام بالمعايير المتفق عليها بين الحركتين لكنه أشار إلى أن الإعلان عنها بشكل رسمي سيحتاج لبعض الوقت بغرض إجراء المشاورات اللازمة لذلك. وسيخصص الاجتماع للبدء في الخطوات الأولى لبدء تطبيق تفاهمات المصالحة خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة التوافق التي سيترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وستحدد مشاورات القاهرة طبيعة الحكومة المقبلة وتركيبتها بأن تكون مقلصة أو موسعة وذلك وفق عناصر محددة تتعلق بمهلة عمل لا تتجاوز ستة أشهر تتولى خلالها مهام إعادة اعمار قطاع غزة والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان وفد عن حركة ''فتح'' برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية للحركة ومفوض ملف الحوار الوطني فيها وصل إلى القاهرة مساء السبت بينما كان وفد حركة ''حماس'' بقيادة خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي قد وصل الجمعة حيث عقد لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين. وينتظر أن يعقد اجتماع آخر بين الرئيس عباس وحماس خالد مشعل في القاهرة خلال الأيام الثلاثة المقبلة. وقال نمر حماد المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية ان اللقاء بين الرجلين ''مرهون بتطبيق ما تم الاتفاق بشأنه في لقاء القاهرة الأخير''. وأضاف ''سنرى مدى تطبيق بنود هذا الاتفاق وإمكانية أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها في غزة بشكل طبيعي ودون تعقيدات. وكانت حركتا ''فتح'' و''حماس'' وقعتا في القاهرة الأحد الماضي تفاهمات جديدة برعاية مصرية تمهد الطريق لتنفيذ إعلان الدوحة الموقع شهر فيفري الماضي ووضع اتفاق المصالحة الذي جرى توقيعه في القاهرة في ماي من العام الماضي موضع التنفيذ عبر بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية عملها في قطاع غزة بالتزامن مع بدء المشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني. ويعمل الفرقاء الفلسطينيون جاهدين من اجل وضع حد لحالة الانقسام التي أثقلت كاهل الفلسطينيين منذ سنوات وجعلتهم طعما سهلا في يد الاحتلال الإسرائيلي الذي استغل الوضع الداخلي الفلسطيني المشتت من اجل مواصلة مخططاته التهويدية والاستيطانية والعدوانية. ووصف احمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس الوضع الفلسطيني بأنه كارثي في ظل استمرار الانقسام وقال ''نعيش الانقسام منذ أكثر من أربع سنوات تحت احتلال هو الأبشع في التاريخ''.