يشارك الشاعر الجزائري المغترب، عمار مرياش، في الدورة الأولى لمهرجان ''ديوان الشعر والفنون''، الذي تنظّمه جمعية ''مجاز'' للثقافة والفنون بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان وتستضيفه مدينة ''مدنين'' (جنوب شرق تونس) من 4 إلى 9 جوان الجاري، حيث سيقدّم أمسية شعرية جنبا إلى جنب مع كمال بوعجيلة، محمد الخضري، منير هلال ووداد عبد العزيز من تونس وجمانة مصطفى من الأردن. يعدّ الشاعر عمار مرياش الذي انقطع عن الكتابة من 1998 إلى غاية ,2008 حسب النقّاد، من الأسماء المغرّدة في فضاء الشعرية في الجزائر.. اختصاصه الشعر.. يؤسس لهوس شعري.. يعايش الحركية الشعرية التي عايشتها أجيال من أمثال الشعراء عاشور فني والأخضر فلوس وقبلهم عثمان لوصيق وسليمان جوادي. عمر مرياش ولد بمدينة الأربعاء في ,1964 بدأ النشر في الصحافة عام ,1983 وأذيع له من القاهرة مقطع من قصيدة ''إلياذة العرب'' بصوت الشاعر المغربي محمد الطوبي نقلا من مهرجان بغداد للشعر تشجيعا من الشاعر سليمان جوادي معلنا بذلك ميلاد الشاعر عمار مرياش، وفي عامي 1984 تحصّل على الجائزة الأولى في الشعر (عن لجنة الحفلات لمدينة الجزائر) عن قصيدته ''الأرض''، وهي نفس الجائزة التي تحصّل عليها عام ,1986 وكذا على الجائزة الأولى في الشعر من مجلة ''الوحدة'' عن قصيدته ''الرجال'' (1984). في عام ,1991 أنشأ مع الشعراء نجيب أنزار، فاطمة بن شعلال وفاروق سميرة، الخلية الأولى لمجلة ''القصيدة'' لجمعية ''الجاحظية''، وحاز خلالها أيضا على الجائزة المغاربية الثانية للشعر عن قصيدته ''الحبشة''، وشهدت نفس السنة تحويل هذه القصيدة على يدي الفنان التشكيلي علي فوضيلي، إلى تثبيت تشكيلي مشهدي ''حروف القصيدة المتمازجة بالبخور والضوء والموسيقى والمتداخلة'' على امتداد المدخل وقاعة العرض بمعهد علوم الإعلام والاتصال. أوّل ديوان صدر للشاعر عمار مرياش، كان عام 1993 بعنوان ''اكتشاف العادي'' عن الجمعية الوطنية للمبدعين، واعتبر آنذاك تدشينا لفعل القطيعة وبداية تأريخ جديد للشعر، كما حاز في نفس العام الجائزة المغاربية الأولى عن جمعية ''الجاحظية''، ليستقر عام 1998 في فرنسا وينقطع عن كلّ نشاط ثقافي، أدبي أو إعلامي ويختصّ في التكنولوجيات الجديدة. وبمناسبة سنة الجزائر في فرنسا عام ,2003 أصدر اتّحاد الكتّاب الجزائريين الطبعة الفرنسية لكتابه ''اكتشاف العادي'' (ترجمة الشاعر عاشور فني)، ليشارك عام 2008 في الصالون الأدبي العربي ببروكسل، وينشئ عام 2009 الموقع الإلكتروني الخاص بالشاعر والعودة التدريجية إلى الكتابة والمشاركة في الحياة الثقافية، ليصدر عام 2010 ديوان ''الحبشة، يليها النبي'' عن دار نقوش عربية بتونس. وفي سياق متّصل، تفتتح الدورة التأسيسية لهذا المولود الثقافي والفنّي الجديد في تونس، بمعرض للفنان التشكيلي راجح رشيد محمد، تليه قراءات شعرية بفضاء المتحف بالمسرح الأثري بمدنين، وهي قراءات ممسرحة سيتولى إخراجها الفنان حسن المؤذن، وسيؤثث فقراتها تباعا الشعراء زياد عبد القادر، صبري الرّحموني، ضحى بوترعة وبحري العرفاوي من تونس، فتحي أبو النصر من اليمن وفيوليت أبو الجلد من لبنان. كما تنظّم ندوة علمية في قاعة الندوات بالمعهد العربي لحقوق الإنسان، ستتناول بالدرس والتحليل موضوعا هاما حول ''الشعر في مفترق الجماليات''، ويقدّم خلالها الأزهر الصّقري مداخلة بعنوان ''الشعر والحفل''، يليه الفنان المسرحي حسن المؤذن الذي يطرح سؤال ''ما بين المسرح والشعر''، لتتواصل التظاهرة الأولى من نوعها في تونس بعرض خاصّ للفنان العراقي مقداد مسلم بعنوان ''ملحمة جلجامش بين الصورة والصوت''.