قالت إدارة مولودية وهران، أنها لا تزال تعترف ببلحاج أحمد المعروف ب''بابا'' رئيسا فعليا للفريق، مادام لم يقدم استقالته كتابيا، وأن الحجج التي قدمها للانسحاب من منصبه ''واهية وغير منطقية، بل تعد تهربا من المسؤولية، ومادامت لم تقبض أي شيئ، فهي تعتبر تصرفه غير قانوني. وأضافت : '' إن ما قام به بابا فاجأنا، ونحن من جانبنا وعكس ما يقول، قمنا بتدوين كل شروطه التي قبلناها جميعها في محضر اجتماع أودعناه لدى موثق للتصديق عليه وترسيمه''... هذا الكلام كان من حسان كلايجي، مدير عام الشركة، الذي أضاف : '' نحن لم نبالغ ونطلب منه شروطا تعجيزية، فقط ألزمناه بانتدابات نوعية، وزدنا وطمأناه بخصوص الديون التي أكدنا له بأننا سنسويها بعد جدولتها، ومن خلال الإعانات المالية التي سيتلقاها الفريق مستقبلا، لكن كل ضماناتنا سقطت في الماء، بل واستسلم في أول مواجهة مع محيط المولودية المعروف بضغوطه الشديدة كما هو الحال في غالبية الأندية الجزائرية''. ولم يستبعد كلايجي إرسال إعذار ل''بابا'' ''حتى يقدم استقالته كتابيا ويتسنى للإدارة اتخاذ الإجراءات اللازمة، وكذا تفادي مزيد من الغموض في الفريق الذي هو في غنى عنه حاليا". ورغم كل ذلك، لا يبدو أن ''بابا'' سيتراجع بحسب ما أسر به إلى مقربين منه، حيث اعتبر الخرجة الأخيرة لبعض أعضاء مجلس الإدارة متعمدة لإجباره على ترك كرسي الرئاسة، لكن الأسباب التي قدمها وبرر بها تراجعه عن مواصلة مأموريته، وإن كانت منطقية في غالبيتها، فإنها لم تقنع المتتبعين والأنصار الذين كانوا يرون فيه منقذ المولودية من مأزقها الحالي، وخاصة محبيه، لتبدأ الحقيقة في الظهور، حيث وحسب نفس المصدر، يكون ''بابا'' باعتباره صاحب الأغلبية في الشركة، وحتى يكون على بينة من كل ما في أحشائها، طلب من الرئيس السابق العربي عبد الإله تقديم حصيلة الأشهر التي قاد فيها المولودية، وهو ما رفضه هذا الأخير متحججا بأنه لا فائدة من ذلك، مادامت كل الأمور والشروط التي طالب بها الرئيس الجديد قد تم قبولها، وهذا ما حمل - حسبما علمت ''المساء'' - عبد الإله على التغاضي عن تدوين شروط ''بابا'' في محضر الاجتماع كخطوة لاستفزازه، ودفعه إلى الانسحاب من الرئاسة. أما السبب الآخر الذي دفع ''بابا'' إلى الانسحاب، هو ما قال عنه غياب السند المعنوي من قبل السلطات المحلية، خاصة وأنه كان مقبلا على مهمة قال عنها هو شخصيا، بأنها كبيرة حيث لم يتوان عن الترديد في كل مرة بأنه ورث حملا ثقيلا وقنبلة موقوتة. وما دام أصحاب المآرب لا هم لهم سوى قضائها بالتواري وراء حب مزيف للفريق، حتى ولو انجر إلى الهاوية والجحيم، خرج العربي عبد الإله ليكشف عن مستثمر صاحب جيب مليئ، لم يرد الكشف عن هويته الآن، مكتفيا بالقول، بأنه أبدى استعداده لترؤس المولودية والتكفل بحاجياتها، فيما عرضت مجموعة من الأنصار الرئاسة على سفيان بليمام، ابن المرحوم قاسم بليمام الرئيس السابق للمولودية، والذي لا يزال ''الحمراوة'' يذكرون تلك الأيام الكروية الزاهية للمولودية في عهده، أملا منهم في تكرارها مع ابنه. كما أن المحسوبين على يوسف جباري، خرجوا هم أيضا، عارضين عليه العودة لقيادة المولودية، وهو بادلهم التردد في أول مرة كعادته، قبل أن يشترط عليهم ضمانات قوية بحرية التصرف ووجود مجلس إدارة قوي يكون عضدا له في ما هو مقبل عليه، الذي قال بأنه مليئ بالضغوط و''الحفير''، وهذا الرد لا يبدو أن جباري سينفرد به لوحده، بل كثيرون أحجموا عن قيادة المولودية وهم قادرون ماليا وكفاءة، لكن المحيط المتعفن المقزز نفرالجميع دون استثناء. وأمام هذا الوضع الحالك، وفي غياب أعضاء حقيقيين يستحقون نيل شرف تسمية عضو في مجلس إدارة لفريق كبير وعريق بحجم مولودية وهران، بدأ المحبون يتخوفون من هجرة جماعية للاعبين، بعد أن خاب أملهم وهم الذين كانوا يعتقدون أنهم يتلمسون مخرجا مفرحا لفريقهم، يستوي ويتضح معه مستقبلهم الكروي، وفي هذا السياق قد يكون عواج سيد أحمد، اللاعب الثاني الذي ستفتقده المولودية في هذه الصائفة، بعد ما يكون اتفق على كل حيثيات العقد مع رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي الذي يلح على جلبه. وتعبيرا منهم وتحتجاجا على الوضعية التي يعيشها فريق مولودية وهران، يكون أنصاره قد قاموا بوقفة احتجاجية أمس، أمام من مقر الولاية ومديرية الشباب والرياضة، مناشدين تدخل السلطات المحلية لإنقاذ فريقهم من المصير المجهول الذي يؤول إليه.