لم يخرج الاجتماع الذي وصف بالحاسم، المنعقد عشية أول أمس بفندق ''روايال'' بين الرئيس المستقيل من فريق مولودية وهران يوسف جباري وخليفته المنتظر أحمد بلحاج المعروف ب''بابا''، بأي نتيجة، بسبب تشبث كل طرف بموقفه، جباري بالاستقالة وترك رئاسة مجلس الإدارة والاكتفاء بالنادي الهاوي، و''بابا'' بتلبية الشروط التي طرحها في السابق، مع ضرورة تلقيه ضمانات أكيدة بعدم عرقلته في عمله، وهو ما حمله حسب مصدر عليم على مطالبة أعضاء مجلس الإدارة بالتوقيع جماعيا على شكوى ضد منسق لجنة الأنصار، متهما إياه بتحريض الأنصار على الفوضى، ومراسلة السلطات المحلية ومصالح الأمن لتأمين حماية لأعضاء مجلس الإدارة ومنع الاحتجاجات من قبل الأنصار سواء كانت تميل لجباري أو ''بابا''... وهذا المطلب يراه ''بابا'' ضروريا، ''يجب تنقية محيط المولودية من بعض العناصر التي اعتادت ''التخلاط'' لقضاء مآربها على حساب مصلحة المولودية، فطريقي وطريقهم لا يلتقيان أبدا، ويلزم وقف تصرفاتهم وإلا سيتعفن الوضع أكثر، فيكفي أن المناخ الحالي لا يشجع أيا كان على الاقتراب والعمل '' يقول صاحب مركب ''مزغنة". وكانت مجموعة من الأنصار مناوئة لجباري، قد تجمهرت أول أمس أمام مقر مديرية الشباب والرياضة من اجل مقابلة مسؤولها الأول السيد غربي بدر الدين، لتطلب منه تزكية ''بابا'' رئيسا جديدا للمولودية الوهرانية، لكن غربي اعتذر عن استقبالهم بحجة التزاماته المهنية الكثيرة، وقد جاء هذا التجمهر ردا على آخر مماثل لمناصرين طالبوا باستمرار جباري في منصبه. وبغرض طمأنته وإبداء حسن نيتهم تجاه ''بابا'' - يقول نفس المصدر - قدم أعضاء مجلس الإدارة استقالتهم شفهيا إلى غاية انعقاد اجتماع مجلس المساهمين لانتخاب مجلس إدارة جديد، وكذا رئيس جديد لكي يباشر عمله، ومن ثم تدارك التأخر الحاصل في ترتيب البيت، سواء في عملية الاستقدامات أو التفاوض مع ركائز الفريق، علما أن مستحقات اللاعبين تقدر ب6 ملايير سنتيم، لكن سرعان ما ردهم مدير عام الشركة حسان كلايجي إلى الصواب، بتقديمها وتأكيدها أمام مجلس المساهمين، الذي يكون انعقد البارحة بمركب ''مزغنة'' لمالكه ''بابا''، بعد أن يكون رسم هذا الأخير رئيسا جديدا للمولودية تفاديا لانهيار وإفلاس الشركة في حال استمرار شغور منصب الرئيس، رغم بعض التحفظات التي لا يزال يتشبث بها، خشية توقف مسيرته في المستهل وتضيع معه وفي عهده المولودية، وهذه المرة سيكون سقوطها حرا ومدويا، وقد لا تقوم لها قائمة بعد ذلك، وقرر جباري التخلف عن اجتماع مجلس المساهمين، بعدأن أكد استقالته من رئاسة مجلس الإدارة في اجتماعه لأول أمس. وقد صرح جباري بعد انقضاء الاجتماع بأنه صمم على الاستقالة وعدم العودة إلى الرئاسة، لأن الجو أصبح ملوثا وغير مشجع على العمل، وهو ما لاحظه في الاجتماع (أول أمس)، لذلك فضل فسح الطريق والمجال ل''بابا'' لتصحيح الأمور بداخل المولودية، حسبه. ويتساءل المتتبعون لأطوارالبيت الحمراوي، عن سبب اختيار جباري هذا التوقيت لتقديم استقالته، هل هي هروب من ديون المولودية التي فاجأ بها أكثر من واحد، عندما صرح عن رقم 12 مليار سنتيم، في وقت تلقت المولودية إعانات مالية مهمة تباعا من السلطات المحلية؟ وهل فعلا سيكتفي بالنادي الهاوي، أم سيعود - إن لم يكن بدأ - إلى لعبة الكواليس التي تستهويه كثيرا، مادام أن خصما أطل برأسه عليه، ألا وهو ''بابا''، فالصراع حول كرسي المولودية غالبا ما يكون ثنائيا (جباري- محياوي، ومن قبل جباري - المرحوم بليمام)، ليبقى الجميع ينتظر نتيجة الصراع الجديد ( جباري-بابا)، هل ستفوز خبرة جباري أمام قلة حيلة ''بابا''، أم أن هذا الأخير سيكشف عن مخالب قد ترد وتضع الغريم جباري عند حده؟ الأكيد أن هذه الصائفة ستكون ساخنة ومسلسلا حمراويا جديدا قص شريطه منذ يوم أمس بمركب ''مزغنة". قضية الانتدابات تؤرق المناصرين من جانب آخر، لا تزال عملية الانتدابات تشد انتباه ''الحمراوة''، وهم يترقبون أي جديد بهذا الشأن ويودون أن يكون في مصلحة فريقهم، لا في الاتجاه المعاكس الذي يفقده أفضل لاعبيه تباعا، فهم يخشون أن يضيع لاعبهم عواج كما فلت منهم بلايلي الملتحق بنادي الترجي التونسي، حيث تلقى هذا اللاعب بعض العروض أبرزها من فريق شبيبة القبائل، ورغم تأكيد ابن المرسى الكبير تشبثه بفريقه وانه لن يغادره إلا لخوض تجربة احترافية بأوروبا إن سارت الأمور كما يشتهي مع النادي البلجيكي، الذي كان قد أجرى معه تجارب فنية في مرحلة الانتقالات الشتوية، إلا أن عدم تحرك الأمور على المستوى الإداري إيجابا، قد تدفع به الى تغييرالأجواء بناد جزائري آخر، كما أن بعض اللاعبين الذين يوجدون في أجندة ''بابا''، بدأ صبرهم ينفد لنفس السبب ومن بينهم عيساوي عباس، الذي أكد بأنه سوف لن يمدد انتظاره أكثر، وقد يعدل عن فكرة العودة إلى المولودية ويجدد بقاءه في فريقه الحالي اتحاد الحراش.