أكد بلحاج أحمد المعروف ب''بابا''، أن قراره بالانسحاب من رئاسة فريق مولودية وهران التي لم يعمر فيها أكثر من 48 ساعة لا رجعة فيه، وأنه اتخذه بعد تفكير ودراسة جيدين حول الوضعية الحالية للنادي الوهراني، الذي قال عنه بأنه ضحية محيط متعفن سببه أشخاص لا هم لهم سوى مصالحهم ولا يستطيعون قضاءها إلا في الغموض و''التخلاط". واستعرض ''بابا'' الأسباب التي دفعت به إلى هذه الخرجة المفاجئة، والتي قال عنها أنها عديدة، ذكر منها: عدم تقييد شروطه التي تقدم بها مقابل قبوله رئاسة المولودية في محضر الاجتماع الأخير لمجلس المساهمين، حيث تفاجأ عندما ذهب إلى الموثق بعدم تدوين هذه الشروط والاكتفاء بكلمة انتخاب ''بابا'' خليفة لجباري فقط، وهو ما اعتبره صاحب مركب ''مزغنة'' طعنة في الظهر، واتهم عضوين في مجلس المساهمين بأنهما وراء ذلك، وهما الرئيس السابق العربي عبد الإله، ومدير عام الشركة الرياضية حسان كلايجي، وذهب بعيدا عندما قال أن مولودية وهران لن تقفز إلى الأمام معهما. أما السبب الثاني، فحدده ''بابا'' في حجم الديون التي ارتفعت فجأة وخاصة المتعلقة بمستحقات اللاعبين، حيث وجد نفسه أمام حتمية تسديد دين يقارب سبعة ملايير و600 مليون سنتيم، مها مليار و100 مليون سنتيم خاصة بلاعبي فئة الآمال، إضافة إلى ديون بعض اللاعبين السابقين التي طفت إلى السطح بشكل فجائي كغول ( 379 مليون سنتيم)، حبي بلال ( 155 مليون سنتيم )، بن عيادة (72 مليون سنتيم )، وقال عن ذلك ما يلي : '' مشكل الديون لا يمكنني حله وفي نفس الوقت أتكفل بالانتدابات التي تتطلب هي أيضا رصد أموال مهمة، خاصة وأنني وضعت قائمة طويلة للاعبين كنت أنوي جلبهم يفوق عددهم عشرة، وكان يمكنني أن أطوق هذا المشكل لو ساعدتني السلطات المحلية، لكنني لست مستعدا للتكفل بمشكل كان من المفترض أن تعالجه الإدارة السابقة التي لم يصرح رئيسها يوسف جباري بحقيقة ديون اللاعبين، حيث أعلن عن مبلغ ثلاثة ملايير و900 مليون سنتيم، لأجد نفسي أمام مبلغ ستة ملايير و862 مليون سنتيم". أما السبب الثالث حسب ''بابا''، فيتعلق بالتهديدات التي تلقاها بعض اللاعبين الذين اتصل بهم لجلبهم، حيث تم تحذيرهم من مغبة التوقيع لمصلحة المولودية، وواصل: '' استغربت كثيرا لما أخبرني بعض اللاعبين الذين كنت تلقيت موافقتهم المبدئية باللعب في المولودية، بأنهم تحت طائلة تهديدات بعدم قبول عروضي، وهذا ما حز في نفسي كثيرا، خاصة وأن هذا الأمر لا يقع إلا في مولودية وهران، وهذا أمر محزن حقا، وجعلني أستنتج أن أطرافا لا تريد بابا رئيسا للمولودية فتركتها لهم ليفعلوا بها ما يشاؤون، لكن أؤكد أنهم يقودونها إلى الهاوية ". وذكر ''بابا'' بالتهديدات التي تلقاها هو أيضا، من أشخاص مجهولين يتوعدونه هو وعائلته إن هو مارس مهمته على رأس المولودية الوهرانية، لذلك - حسبه - أجبر على غلق هواتفه النقالة، ومن ثم فهو لا يستطيع أن يتواصل مع محيطه بكيفية جيدة ''وهذا أمر لا يمكن ان يستمر، لذلك قررت ترك الجمل بما حمل بعدما ترسخت لدي قناعة، أن الأجواء لا تشجع على العمل لإرجاع المولودية إلى السكة الصحيحة، فقررت الانسحاب من الرئاسة مع الاحتفاظ بعضويتي في مجلس الإدارة ومساعدة المولودية من بعيد''. وجدد الرئيس السابق لفريق عين الترك، التأكيد على قانونية انتخابه رئيسا لمولودية وهران: '' ما قاله يوسف جباري من أنه لا يحق لي ترؤس المولودية من دون وجود بصمته أمر عار عن الصحة، ثم أن جباري نفسه، كان رئيسا لمجلس الإدارة ممثلا للنادي الهاوي فقط، وليس مساهما، كما أن انتخابي تم في اجتماع استوفى النصاب القانوني وبحضور غالبية المساهمين ذوي الأسهم الكبيرة، كل هذا أعتبره من ضمن »التخلاط« الذي لا يخدم المولودية ولا يحفزني على العمل فيها، واستسمح الأنصار على قراري، وأقول لهم إنني سأبقى وفيا للمولودية أساعدها من بعيد''. وكانت مجموعة كبيرة من أنصار المولودية قد تنقلوا عشية أول أمس إلى منزل ''بابا'' لثنيه عن قراره والتعبير له عن مساندتهم له، طالبين تدخل السيد والي الولاية والسلطات المحلية لإنقاذ الفريق من المجهول الذي يسير فيه، حسبهم.