كشفت أرقام متحصل عليها من مديرية محافظة الغابات لولاية تيزي وزو، عن إحصاء 38 قرية مهددة بألسنة الحرائق سنويا، مما يتطلب توفير وتسخير إمكانيات ضخمة لمحاربتها وتفادي تسجيل ووقوع كوارث لا تحمد عقباها، خاصة وأن هناك مناطق مصنفة ضمن الخانة الحمراء، نظراً لكونها تشهد نشوب حرائق تلهب هكتارات من الأراضي الزراعية وتهدد سكنات سنويا. وذكر المصدر، أن أكبر وأكثر المناطق المهددة بالنيران بلدية إعكوران التي تضم مساحات غابية شاسعة، حيث أحصي بها11 قرية مهددة، 8 قرى بذراع الميزان، 7 قرى ببلدية زكري وقريتين إحداها بإفليسن وأغريب و3 قرى ببلدية أقرو، إلى جانب إحصاء التي تم تصنيفها في الدائرة الحمراء لموسم الحرارة لهذه السنة، إلى جانب مدينة إيعكوران التي تضم غابات كثيفة وميزرانة التي تحوي أدغالا وغابة شاسعة وكذا ثالة قيلف. ومن أجل حماية المواطنين وضمان سلامتهم من أخطار الحرائق التي تشهدها الولاية موازاة مع انطلاق موسم الحرارة، تم تجسيد مخطط وقائي شامل تضمن بفضله مصالح الغابات التدخل الفوري والسريع لحماية القرى المهددة في حال اندلاع أو نشوب حرائق، حيث شرعت المديرية المعنية منذ فترة في عملية تنظيف 1500 هكتار من المساحة الغابية، موضحا أن الثلوج المتساقطة بتراب الولاية شهر فيفري الماضي كانت وراء سقوط أغصان الأشجار ونمو كثيف للحشائش التي تكون سبباً رئيسيا عندما ترتفع الحرارة صيفا في نشوب الحرائق، مما يجعل الولاية أكثر عرضة لألسنة النيران هذه السنة. وسعيا لتفادي تكرار سيناريو السنوات الماضية، التي شهدت خلالها الولاية تلف عدة هكتارات أغلبها مساحات أشجار الزيتون، حرصت مديرية محافظة الغابات على تجنيد مختلف الوسائل المادية والبشرية لمكافحة الحرائق، منها تثبيت 6 مراكز للمراقبة بالمناطق الجبلية المرتفعة والتي تتوزع على كل من إيفليسن، الأربعاء ناث إيراثن، أرجونة، ثالة قيلف، والتي سيتولى الأعوان الموزعون بها بمراقبة دائمة للغابات والمساحات الخضراء والإخطار في حال نشوب أية حريق ليتدخل أعوانها، وفي حال عجزهم يتم إعلام رجال الإطفاء بسرعة من أجل التحكم فيه قبل أن يخلف خسائر كبيرة. وأشار المصدر إلى أن أعوان محافظة الغابات للولاية يتواجدون ب 4 مناطق، منها المنطقتان الساحليتان لأزفون وتقزيرت، اعزازقة شرقا وذراع ميزان جنوبا التي تم تدعيمها ب 12 مركبة ذات صهريج بسعة 600 لتر، ويسهر الحراس أو الأعوان على مدار 24 ساعة على المراقبة والحراسة. مضيفا أن 72 عاملا تم تجنيدهم لموسم الحرارة يضافون إلى 36 عاملا من حراس الغابات التابعين لمحافظة الغابات، وعند الضرورة سيتم اللجوء إلى الاستعانة ب 109 حراس آخرين. وأضاف المصدر أن مهمة إخماد الحرائق ومكافحتها تتطلب تضافر جهود الجميع وعدة جهات تعمل على تنصيب لجنة ولائية تقوم بإحصاء الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها الدوائر، وذلك من أجل تجنيدها في حال وقوع حرائق، وكذا تنصيب لجان بالدوائر والبلديات التي تعمل بالتنسيق مع عناصر الحماية المدنية، المؤسسات العمومية والخاصة في التصدي لها وضمان حماية المساحات الخضراء والمواطنين معا.
حصيلة السنوات الماضية درس هام لقنت الخسائر الكبيرة التي ألحقت بولاية تيزي وزو السنوات الماضية بفعل نشوب حرائق في مختلف أرجاء الولاية، درسا للمسؤولين من أجل الاحتياط والوقاية في المستقبل وتفادي تكرار سيناريو السنوات الفارطة التي فقدت فيها تيزي وزو مساحات غابية وأرواح بشرية، حيث شرعت بلديات الولاية في تنفيذ المخطط الولائي لمكافحة الحرائق وذلك بتنظيف نحو 26 مفرغة عمومية، فيما يتكفل أعوان مديرية الأشغال العمومية بإزالة الحشائش بالطرق على مسافة قدرها 360 كلم، في حين تقوم مؤسسة سونلغاز تنظيف 3 هكتارات من المناطق التي مرت بها كوابل الكهرباء، و5,1 هكتار تكفلت به مؤسسة نفطال التي تحوي محطاتها مقابل المستثمرات الفلاحية ب 39 هكتاراً وغيرها من الأشغال والعلميات التي من شأنها محاربة الحرائق والوقاية منها. للإشارة، سجل في 2007 نحو 106 حرائق فقدت خلاله الولاية 3417 هكتاراً بمعدل 32 هكتارا في كل حريق لتتراجع الخسائر بشكل تدريجي إلى 1938 هكتارا بمعدل تجاوز 86,4 هكتارات في كل حريق السنة الفارطة، إثر نشوب 196 حريقا، حيث كانت دائرة اعزازقة أكثر المناطق تضررا تلتها أزفون، بوزقان، ذراع الميزان وغيرها.