يبدو جليا ان التحرر من هيمنة المسلسلات التركية لم يعد بالأمر السهل، حيث أصبح موعد أحد المسلسلات ناقوسا يضرب في الأعصاب، خاصة لدى الجنس اللطيف الذي بات يتابع بكل دقة تفاصيل قصة فاطمة الفتاة التي تتعرض للاغتصاب من طرف أربعة شبان وتضطر إلى الزواج من احدهم ليتواصل مع هذا الزواج عذابها، ويتناول المسلسل أبعاد مشكلة الاغتصاب التي تعاني منها المجتمعات الشرقية، ويطرح هذه المشكلة من خلال أبعادها القانونية والاجتماعية والنفسية، والجدير بالذكر ان بطلة المسلسل بران سآت - بطلة مسلسل سمر - أصيبت بنوبة بكاء نتيجة لانفعال عصبي شديد بعد التصوير الذي دام 10 سنوات، وهو المشهد الذي أثار جدلا كبيرا في تركيا بين مؤيد ومعارض... طبعا لن اعلق على العمل الفني فهو نتاج رؤية المخرج ومؤلف المسلسل كما انه قلب الرسالة التي يحملها المسلسل في طياته، لكن الأمر الذي يثير الانتباه هو النجاح القوي للمسلسلات التركية التي تطرح بشجاعة مختلف الآفات والمشاكل الاجتماعية على غرار زنا المحارم، الاغتصاب، المافيا وغيرها. سيطرة المسلسلات التركية ليست وليدة اليوم، بل منذ أزيد من أربع سنوات أصبح فيها المشاهد العربي متابعا وفيا لها وعاشقا والها لتركيا فقد انتعشت فيها السياحة خلال السنوات الأخيرة، والفضل طبعا يرجع إلى مخرجي هذه المسلسلات التي أصبحت تستقطب الملايين، وفوق هذا وذاك السيطرة على الإحساس والاندماج في الدور وهو الأمر الذي يعيشه حاليا المشاهد الذي يقاسم فاطمة مرارة اغتصابها وفقدانها حبيبها.