تتواصل بقاعة عروض مسرح باتنة الجهوي، فعاليات الدورة الأولى ل»ليالي الأوراس» للمسرح، وسط حضور مكثّف للجمهور من متتبعي الفن الرابع، وتميّزت سهرة الجمعة من التظاهرة التي تدوم إلى غاية 30 جوان الجاري بتقديم مسرحية «لالة والسلطان» لمسرح بجاية الجهوي، من إخراج أحسن عزازني واقتباس عمر فطموش، عن نص»اخترت» لتوفيق الحكيم. تدور أحداث المسرحية في مملكة يكون فيها السلطان مستعبدا من طرف السلطان القديم ويصبح بذلك تابعا لممتلكات الدولة والخزينة المالية، ويخضع السلطان للقانون، ويباع في المزاد العلني فتشتريه تركية، وهي راقصة تدور حولها الحكايات والأساطير. وبرأي العديد من متتبعي المسرح الذين اعتبروا هذه الليالي متنفّسا في هذه الصائفة الحارة، أنّ العروض تحمل في مدلولاتها روح الإبداع لتشخيص الراهن، مثمّنين من جهة أخرى جهود إدارة المسرح التي عملت بحسبهم على رفع التحدي وتسعى لتفعيل حركية النشاط الثقافي، بعدما خلقت أجواء التواصل مع الممثلين فوق الخشبة. للإشارة، فإنّ جمهور الفن الرابع خرج بانطباع جيد عن العروض المقدمة في إطار هذه الدورة، بعد متابعة عرضي «جرعة حقيقة» لمسرح باتنة الجهوي -بدل مسرحية «هاملت» بعد اعتذار مسرح العلمة عن تنشيط الليلة الثانية من ليالي الأوراس- و»ناس مشرية» لمسرح تيزي وز الجهوي. وحسب المكلّفة بالإعلام على مستوى مسرح باتنة الجهوي سميرة قيدوم، فإنّ الهدف من هذه التظاهرة ليس فقط مدّ جسور التواصل مع عشاق الخشبة، وإنّما أيضا البحث عن صيغ إحداث الحركية والديمومة، خصوصا وأنّ الأعمال المنتقاة للتظاهرة تعدّ بادرة خير لتجسيد احترافية المسارح الجهوية وما بلغته من مستوى فني يبرز قوّة الإبداع. وللتذكير، فإنّ ما لا يقل عن 11 عرضا مسرحيا برمج لتكريس الفعل وبلوغ الأهداف التي تنمّ عن الحرص الدائم للقائمين على الشأن الثقافي ككلّ، وسيكون بذلك فيما تبقى من «ليالي الأوراس» -تضيف المتحدّثة- نموذجا للعمل الجاد، على غرار ما سيقدّمه مسرح وهران الجهوي في عرض «الحصلة» قبله مسرح قسنطينة في عرض «القفطان»، مرأة من ورق» لمسرح عنابة و»نوح» لمسرح سكيدة، وغيرها من الأعمال التي ينتظرها جمهور الفن الرابع عن كثب.