في إطار برامجها التضامنية وبمناسبة العطلة الصيفية، سطرت جمعية مشعل اليتيم مخططا أزرقا يستفيد بموجبه المئات من الأطفال اليتامى المتواجدين في مختلف مراكز اليتامى، من خرجات ترفيهية يومية لإدخال الفرحة على قلوب بريئة محرومة بحكم اليتم من الإمكانيات التي تتيح استغلال العطلة بعيدا عن شبح الفراغ، وما يمكن أن يترتب عنه من مخاطر. ويمتد المخطط الأزرق، الذي يشرف عليه فريق يتكون من 15 عضوا في الجمعية، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، إلى غاية نهاية شهر شعبان لتمكين أكبر قدر ممكن من الأطفال اليتامى بضواحي العاصمة من الاستفادة من جولات وأجواء خاصة، من خلال احتفاليات تكسر الروتين اليومي، تكشف رئيسة جمعية مشعل اليتيم، فاطمة شارف. ويكتسي هذا النوع من المبادرات أهمية كبيرة في تنشئة الأطفال، من خلال يوميات ترفيهية تربوية تسد ثغرة الفراغ التي تحاصرهم، لا سيما في موسم الاصطياف، حيث يعيش الطفل اليتيم بصفة خاصة، وضعية صعبة، نظرا لحرمانه من أدنى وسائل التربية والترفيه والفضاءات المناسبة لممارسة هوايته المفضلة.. ولهذا ركزت جمعية مشعل اليتيم في هذا الإطار، على جعل غاية الترفيه عن الطفل اليتيم خلال العطلة الصيفية في مقدمة اهتماماتها، من خلال توفير الفضاءات اللازمة للترويح عن النفس. ويتضمن المخطط الأزرق اصطحاب 100 طفل يتيم في كل خرجة ترفيهية، ليس فقط من أجل النزهة والترويح عن النفس، إنّما أيضا من أجل إخراج هذه الشريحة من دائرة الفراغ، التي قد تؤدي إلى مخاطر الانحراف - حسب تصريحات رئيسة الجمعية - التي تؤكد في هذا السياق، أنّ سوء استغلال عطلة الأطفال بصفة عامة، لا يعود إلى غياب ثقافة التخطيط في الوسط الأسري بقدر ما يرتبط بضعف الإمكانيات. وبالموازاة مع تنظيم خرجات ترفيهية لفائدة الأطفال، ينتظر أن تستفيد بعض الأمهات المسنات كذلك خلال الأسبوع الجاري، من عطلة تقودهن إلى اكتشاف تلمسان لمدة عشرة أيام، وذلك بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر أيضا. كما يشمل المخطط الأزرق للجمعية توزيع قفة رمضان وملابس العيد في الأيام المقبلة على الأطفال اليتامى، لتكتمل فرحتهم خلال هذا الموسم، الذي يتميز بتعاقب ثلاث مناسبات. وعلى العموم تكافح رئيسة جمعية مشعل اليتيم، فاطمة شارف، من أجل إسعاد هذه الشريحة والمضي قدما لتحقيق الغاية المنشودة من إنشاء الجمعية سنة 2000، والمتمثلة في تجسيد تكفل حقيقي بهذه الشريحة المعوزة، منطلقة في ذلك من تجربة خاصة ذاقت من خلالها مرارة اليتم. وصرحت السيدة “شارف” ل “المساء” : “ إنّ الطفل اليتيم في الجزائر لا يزال بحاجة إلى الكثير من الاهتمام، ذلك أنّ عدة احتياجات لا تصل إليه، وسبب ذلك يعود إلى كثرة الجمعيات وتنوعها، حيث تتوجه المساعدات إلى البعض منها رغم كون نشاطاتها خارجة عن نطاق الإطار الاجتماعي. ومما يزيد الأمر سوءا غياب إحصائيات دقيقة عن عدد الأطفال اليتامى في الجزائر”. وتأمل مسؤولة الجمعية أن يتغير وضع الأطفال اليتامى إلى الأفضل إثر تنصيب مدير جديد لتسيير مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، حيث تبقى فرحة هذه الشريحة مرهونة بالتفاتة جادة من المسؤول الجديد، تحمل في طياتها معاني التضامن والإنسانية حتى لا تتكرر الأخطاء المرتكبة سابقا، لا سيما وأنّ الجزائر لا تنقصها الإمكانيات لمساعدة هذه الفئة بما يكفل لها حياة خالية من الفقر والأمراض. وحسب المصدر، فإنّ دافعها في النضال من أجل تحسين ظروف حياة اليتامى، رغم تعدد أدوراها بوصفها أم لطفلين وموظفة في مؤسسة عمومية، هو حبها للوطن وأبنائه، باعتبار أنّ رقي الجزائر متوقف على درجة الاهتمام الّتي يتم ايلاؤها لهذه الشريحة الهشة. ومع موعد المتعة الصيفية التي يضربها المخطط الأزرق للأطفال اليتامى، تعبر السيدة شارف عن رغبتها في أن تستمر بهجة هذه الشريحة على مدار أيام السنة، الأمر الذي يتطلب برأيها إرادة تضمن تكاتف جهود الحركة الجمعوية مع مديرية النشاط الاجتماعي.