دعا السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني المواطنين إلى عدم الانتقاص من قيمة بلدهم الذي يتمتع بالكثير من الإيجابيات. كما اقترح على كل غيور على بلده العمل على تكثيف الجهود وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن في مجال الاستهلاك للتخلص من التبعية وتفادي محاولات الابتزاز والمساومة التي قد يفرضها من نعتمد عليهم لتزويدنا ببعض المنتوجات والذين “لا يزالون يحنون إلى الفردوس المفقود” على حد قول المتحدث الذي أكد أهمية الاستقلالية الاقتصادية لحماية السيادة الوطنية والحفاظ على مكاسب الاستقلال. وذكر السيد بلخادم أن الجزائر حققت عدة مكاسب بعد الاستقلال وتمكنت من بناء دولة بعد خروج المستعمر الفرنسي الذي لم يترك إلا الدمار، فأسس المدارس، الجامعات، والمستشفيات وغيرها، غير أن هذه المكاسب اليوم بحاجة إلى حماية من الهيمنة غير المباشرة والابتزاز لأن الجزائر بلد مستهدف بالنظر إلى إمكانياته الكبيرة. وأضاف السيد بلخادم في كلمة ألقاها بمناسبة تكريم حزب جبهة التحرير الوطني أمس لمجموعة من المخترعين الجزائريين بمقره المركزي بحيدرة بالجزائر العاصمة، أنه لا بد من كسب الرهان والتصدي لكل محاولات الابتزاز أو المساس بالسيادة الوطنية، موضحا أن هذا الرهان لن يتحقق إلا بالاعتماد على النفس وتقوية الإنتاج المحلي حتى يكون البلد متمكنا ولا يستطيع أي طرف فرض التبعية عليه، مشيرا في السياق إلى بعض الدول التي انهارت وسيطرت عليها قوات أجنبية بسبب هذه التبعية الاقتصادية أو العلمية لأن هذه البلدان كانت ضعيفة وكانت بحاجة إلى دول أخرى لم تستطع أن ترفض لها طلباتها الابتزازية. وفي هذا النسق، شدد المتحدث على ضرورة الاعتماد على النفس في كل المجالات للتصدي لكل الضغوطات والمساواة التي قد تفرضها جهات أجنبية. وطلب الأمين العام للحزب من الجيل الصاعد احترام بلدهم الذي ضحى من أجله الشهداء والمجاهدون وأن لا ينقصوا من قيمته وقدره، وتثمين المكاسب التي تجسدت في بلد عانى 132 سنة من الاستعمار وعانى من آلة الإرهاب أكثر من عشرية كاملة. معترفا بوجود نقائص في التسيير غير أن هذه النقائص لا يمكن أن تستغل للانتقاص من قيمة البلد لأنها مسؤولية أشخاص وليست مسؤولية بلد بكامله يضيف المتحدث. واستغل السيد بلخادم فرصة تكريم بعض المخترعين الجزائريين لتوجيه رسالة للشباب وحاملي الشهادات الجامعية لجعل بلدهم الذي كونهم يستفيد من معارفهم لأننا في زمن الاقتصاد المعرفي الذي لا مكان فيه لمن لا يمكنه الابتكار والإبداع. وفي هذا السياق، توقف المتحدث مطولا عشية الاحتفال بالذكرى ال50 لعيد الاستقلال والشباب عند التضحيات التي حققت هذا الاستقلال والسيادة، موضحا أن السيادة الوطنية أمانة تركها الشهداء لا بد من الحفاظ عليها، غير أن الحفاظ عليها لا يأتي بالتغني بأجدادنا بل بمنح القدرة لوطننا ليواجه.وحمل السيد بلخادم الأحزاب السياسية مسؤولية تجسيد هذه الرسالة باختيار مرشحين من أهل العلم والابتكار ليكونوا قادرين على التسيير وخدمة وطنهم، ويضعون كفاءتهم وخبرتهم في خدمة وطنهم. وفي هذا السياق، ذكر السيد عبد الرحمان بلعياط عضو المكتب السياسي للحزب بأن الجامعة الصيفية لجبهة التحرير الوطني التي ستنظم من 7 إلى 9 سبتمبر في ولاية تيبازة تحت شعار “خمسينية الاستقلال” ستخصص لدراسة هذه المواضيع وغيرها من المواضيع المتعلقة بخدمة الوطن وحماية سيادته. كما دعا الأحزاب لمساعدة هؤلاء المبتكرين وكل من يمكنه إضافة شئ إيجابي للبلد بالتحسيس والتوعية والدعم، لأن الأحزاب على حد تعبيره لا يجب أن تكون مجرد آلة انتخابية وفقط بل لا بد أن تعمل على تكريس التنمية والتقدم خدمة للصالح العام. وقد أشرف السيد بلخادم، أمس، على تكريم مجموعة من المبتكرين الشباب في مجالات البناء والصحة، تمكن أحدهم من اختراع دواء لمعالجة مرض الصدفية وإعادة تأهيل خلايا الجسم. علما أن هذا الاختراع يعد الأول من نوعه في العالم أنجزه دكتور جزائري مختص في البحث العلمي للأمراض سنة 2002. ويلقى هذا الدواء اليوم إقبالا نظرا لفعاليته في عدة بلدان مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، السعودية، تونس، الإمارات العربية المتحدة، والكويت. وكشف صاحب الاختراع الدكتور توفيق زعيبط أنه يعمل حاليا لاختراع علاج آخر لمرضى السكري، مؤكدا أن هذا العلاج سيكون بمثابة “المعجزة”.كما تم تكريم مبتكرين آخرين في مجال البناء بالخرسانة المدرعة المضادة للزلازل، ومبتكري بعض مواد التجميل الطبيعية والمواد الصيدلانية.