حطت مدينة النعامة مؤخرا بعاصمة بني مزغنة ضمن أسبوع ثقافي عكس ثراء المنطقة التي تتميز بزخم ثقافي وفني وحرفي نال إعجاب الجمهور... عرضت السيدة خليفي فاطمة رئيسة جمعية فارسة السهوب لترقية المرأة الريفية التي أسست خصيصا للحفاظ على كل ما هو تراث محلي بالمنطقة، كوكتالا من الحرف التقليدية ومنها صناعة الحلفة التي عرضت بقوة، ترجمتها تشكيلة الأدوات المنزلية المصنوعة منها، وهي الحرفة المحلية التي عكفت السيدة فاطمة على تعليمها للفتيات، خاصة منها صناعة الكسكاس والطبق و«فنينة اللبن” والمظل والسلال، وهي الأدوات التي تستعمل في البيوت والحقول النعامية. خلال تواجدنا بالجناح المخصص للسيدة فاطمة، أطلعتنا على حرفة أخرى لا تقل أهمية عن صناعة الحلفة وهي صناعة الكرامي، أين عرضت تشكيلة مهمة من الاكسسورات المنزلية والحقائب وبعض ديكورات التجميل، وهو فن حديث يتم الاستعانة فيه بالخيشة والحاشية لصناعة أجمل الورود، علاوة على أدوات أخرى. جناح الخياطة كان ثريا بأزياء مختلفة الأشكال والألوان والتصاميم، إلا ان أكثرها جاذبية الملحفة النعامية التي تعتبر الزي الذي ترتديه المرأة في المنطقة، غير ان ملحفة عرشي العمور وحميان تختلف، حيث تمتاز الحاشية باللونين الأحمر والأسود أسفل الظهر والصدر. وعن أصل الملحفة حدثتنا فاطمة قائلة، كانت تدعى سابقا “ليزار” او “المقرون”، أما المقرون فهو الغطاء الذي يوضع على الظهر ويشد بالخلالة في الصدر وهو ما تتجمل به المرأة في كل عروش المنطقة، كما لا تتخلى المرأة عن الجبين المصنوع من الفضة الى جانب المنديل المصنوع من الحرير والذي تتدلى بحوافه خيوط حريرية وهو خاص بحمام العروس. المصنوعات الصوفية التقليدية أيضا كانت حاضرة في المعرض وأهمها الزربية التي يطلق عليها اسم “الفراش الأحمر”، حيث كان البدو الرحل يفترشون نصفه ويتغطون بالنصف الثاني. المائدة التقليدية النعامية أيضا كانت متنوعة بمختلف أنواع المأكولات التقليدية التي تذوقها الزوار على غرار الرفيس، الخبز التقليدي وطبق المردود. وأشارت السيدة فاطمة إلى ان هذا الأخير يحضر في مناسبتين ، الأولى خلال يناير والثانية عندما تجز الغنم، ويتكون الطبق من أنواع الحبوب الجافة والترفاس والفطر والكليلة المجففة والشحم الممزوج بالتوابل.