تتواصل فعاليات الطبعة الرابعة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء فنية ثقافية تستقطب جمهورا مميزا ألف سهرات تيمقاد على مر السنين، فكانت السهرة الثانية للمهرجان جزائرية مغاربية، حيث استمتع الجمهور بعروض على ركح المسرح الروماني الجديد أبدعت فيها الفنانتان المغربية نجاة عتابو وحورية عايشي ابنة المنطقة. وتمكنت الفنانة عتابو من كسب ود الجمهور لحظات بعد اعتلائها المنصة لتغازل الجمهور الذي رقص مطولا على نغم وصلاتها الشعبية التي صنعت الحدث الفني وخلقت التمازج بين الريف المغربي والأوراسي، فكانت السهرة تواصلا مشتركا بين الشعبين المغربي والجزائري. نجمة السهرة عتابو المغربية التي ذرفت دموعا فوق ركح المسرح الروماني كانت خير سفير للنغمة المغربية من خلال طبع "الرقادة" الذي تفاعل معه الجمهور، ففي سكون الليل تمازج هذا اللون الفني مع انسياق الجمهور الذي انبهر بالنغمة المغربية المتأصلة على وقع هذا الفن المستنبط بالأساس من الفن الشعري والموسيقي، والذي له شأن كبير في التعبير الفني الشفوي، ليركن الجميع للراحة النفسية. وهي تؤدي هذه الروائع؛ كانت نجاة عتابو المغربية جد منفعلة في هدوء يسكن كيانها دغدغه سحر موقع الركح، فغنت لجمهوره باكورة أعمالها واستحضرت رائعة "جوني مار" بنوعية ريتم الأداء في الأغنية الشعبية. وولدت هذه السهرة الشعور بالانتماء العربي والوحدة المغاربية من خلال ألحانها التي تناسبت وتفاعلت مع العناصر الموسيقية الأخرى، أعادت بنا الذاكرة لاستنباط الموروث الحضاري برجع الصدى من جبال شلعلع الأوراسية وأطلال تاموقادي لتودع الجمهور وتفسح المجال لبنت الريف الأوراسي حورية عايشي التي استرجعت النموذج المتأصل وخاضت في التراث بحنجرتها. ودشنت الفنانة المشهد بطلقات لفرقة البارود وتغنت للأوراس والموروث الفني للمنطقة جالت وصالت فوق المنصة لتستنبط من روائع "عين مليلة" الخيالة وغيرها من الأغاني التراثية للمنطقة، فأدركت بذلك مقاصدها وأمتعت جمهورها ليودع الجمهور الركح مع موعد متجدد كل سهرة يعانق فيها الأصالة والفن والتراث الشعبي.