تعرف بعض أحياء العاصمة منذ دخول الشهر الفضيل نقصا ملحوظا في مادة حليب الأكياس، حيث تنفد كميات الحليب في الكثير من المحلات خلال الساعات الأولى من النهار بينما لا تشكو فيه أحياء أخرى من هذا النقص، حيث تتوفر بها المادة بكثرة وبكميات زائدة. يحدث هذا في الوقت الذي يؤكد فيه الديوان الوطني المهني للحليب أن مادة الحليب متوفرة بكمية كافية، حيث يتم تزويد كل الملبنات بالكميات التي تسمح لها بتوفير هذه المادة في السوق وتغطية حاجيات المواطنين وتوزع يوميا ما يزيد عن 4.166 ملايين لتر من الحليب عبر الوطن فيما يكفي المخزون الاستراتيجي من مسحوق الحليب من 7 إلى 8 أشهر والمخزون الاحتياطي ثلاثة أشهر كاملة . ويرجع بعض التجار سبب النقص الحاصل في هذه المادة، التي يزيد الطلب عليها في رمضان، في أماكن دون أخرى إلى التذبذب في التوزيع من جهة وعزوف أصحاب بعض محلات المواد الغذائية عن جلب أكياس الحليب بحجة أنهم لا يملكون الوسائل الكافية لحفظها من جهة أخرى، خاصة وأنها مادة سريعة التلف. كما يرجعه إلى عدم التكافؤ في عملية تزود تجار التجزئة وعلى الخصوص محلات المواد الغذائية. فإذا كانت بعض الأحياء لا يمسها هذا النقص، حيث تزود بكمية كبيرة من أكياس الحليب تسمح لسكان هذه الأحياء باقتناء ما يحتاجون من أكياس دون أي إشكال بل تظل الأكياس متوفرة إلى ساعة متأخرة قبل موعد الإفطار، فإن محلات بأحياء أخرى تعاني من عدم وصول حصصها من الحليب كاملة وأحيانا لا تصل لتغيب مدة يومين كاملين. ففي بعض محلات باب الواد وباب الزوار والمحمدية وبراقي أكد بعض المواطنين وجود تذبذب في التزويد بأكياس الحليب، حيث لا تصل حصصهم من الحليب في وقتها ويستغربون بقاء العلب الزرقاء المخصصة لوضع الأكياس على مستوى محلات بيع المواد الغذائية فارغة طوال النهار ليفاجأوا وفي أي فترة من اليوم بقدوم شاحنة التوزيع ما يؤدي إلى تشكيل طوابير وبعض القلق والتشاجر أحيانا بين المواطنين والتي تمتد إلى التجار الذين كثيرا ما يلومهم المواطنون على الاكتفاء ببيع كيس أو كيسين لكل زبون قصد تلبية حاجة الجميع. كما حمل أصحاب المحلات التذبذب الحاصل في منتوج الحليب في بعض أحياء العاصمة إلى موزعي هذه المادة الذين يتعمدون تكثيفها في جهات معينة على حساب جهات أخرى ما يخلق الخلل المسجل في إيصالها إلى المواطن. وتساءل آخرون عن سبب التذبذب في التزود بهذه المادة الضرورية والذي يحصل في كل مرة رغم أنها مادة مدعمة من طرف الدولة مطالبين هذه الأخيرة بإيجاد حل نهائي للازمة التي تتكرر سيما خلال المناسبات رغم سعيها جاهدة إلى توفيرها بشكل كاف في مختلف الجهات. وردا على ما سبق أكد المدير العام لديوان الحليب "اونيل" السيد مصال في اتصال مع "المساء" أنه لا يوجد نقص ولا ندرة في مادة الحليب، حيث يقوم الديوان بتزويد الملبنات ال120 عبر الوطن، 15 منها عمومية بمسحوق الحليب المستورد من طرف الدولة تسمح بإنتاج وتوزيع 1.500 مليار لتر من الحليب سنويا، موضحا أن الكمية المتوفرة من المسحوق على مستوى مخزون الديوان يكفي شهر رمضان وما بعد رمضان. وحدد المتحدث موقع الخلل على مستوى شاحنات التوزيع والتجار، مرجعا في هذا الصدد التذبذب الحاصل إلى سوء التوزيع وعدم التنظيم بالرغم من أن الملبنات تربطها عقود مع الموزعين أصحاب الشاحنات. ويؤكد المدير العام لديوان الحليب أن مصالح هذا الأخير تقوم بمعاينة ميدانية قصد رصد الأحياء والمناطق التي تشكو من النقص قصد التدخل ورفع حصص الملبنات المزودة لهذه الأحياء من السمحوق للقضاء على المشكل نهائيا، مشيرا من جهة أخرى إلى بعض الممارسات التي اعتاد عليها بعض التجار، حيث يحولون جزءا من حليب الأكياس التي يستلمونها لبيعها لتجار بعض مشتقات الحليب من أجبان ولبن ورائب بأسعار تحقق لهم ربحا إضافيا.