تشهد بعض مناطق الجزائر العاصمة منذ بضعة أيام تذبذبا حادا في عملية توزيع مادة حليب الأكياس ناهيك عن نقص الكمية التي تُمنح لتجار التجزئة ما خلق تذمرا لدى سكان هذه المناطق سيما أولائك المنتمين للطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وأورد لنا أحد التجار بأن التذبذب المُسجل بدأ منذ حوالي أسبوع، بحيث لجأ الموزعون إلى تخفيض الكمية التي يطلبها التاجر من جهة ناهيك عن الغياب المتكرر ليوم أو يومين في بعض الأحيان وكذا المرور في أحيان أخرى دون القيام بعملية التزويد. يشتكي العديد من سكان الشراقة، القرية، أولاد فايت، السويدانية والدويرة في المنطقة الغربية وكذا باب الزوار، المحمدية وغيرها في المنطقة الشرقية من تذبذب واضح في عملية توزيع أكياس الحليب، ما يجعلهم يلجأون إلى مناطق أخرى من أجل جلب هذه المادة كباب الوادي وبن عكنون ودالي إبراهيم وكذا الرويبة والرغاية..هذا في وقت يلجأ آخرون رغما عنهم إلى شراء أنواع أخرى بأسعار تتراوح بين 50 و80 دج حسب النوع المُتوفر في المنطقة التي يسكنون فيها، وهو شيء يقتصر على الطبقات المتوسطة في حين تبقى الطبقة الفقيرة تُعاني وتتحين بدقة أوقات وصول شاحنات المُوزعين. وفي حديث جمعنا صبيحة أمس بتجار التجزئة، أكد لنا بعضهم عدم تزويدهم بهذه المادة منذ يومين، سواء تعلق الأمر بالمنتجين الخواص أو بالديوان الوطني للحليب ومشتقاته ببئر خادم، فيما ذهب آخرون إلى التأكيد على أن المنتجين الخواص لجأوا إلى تقليص الكمية المُعتاد توزيعها فيما غابت الشاحنات المُوزعة لحليب »الأونالي«، وهو ما يجعل الكمية المُوزعة من قبل الخواص تُباع في ظرف لا يتعدى الربع ساعة، ومنه عدم تمكن العديد من المواطنين من اقتناء هذه المادة الحيوية، ويُؤكد لنا هؤلاء بأن شاحنات التوزيع ليس لها أي وقت فقد تأتي على الساعة السابعة صباحا وقد تأتي في منتصف النهار وقد تأتي على الساعة الثامنة مساء كما يُمكن أن لا تأتي، وهو ما يجعل المواطن لا يستطيع تنظيم نفسه فقد يجد الحليب صدفة وقد لا يجده لمدة أسبوع. وليست المرة الأولى التي تشهد هذه المناطق وغيرها بالعاصمة ندرة في مادة الحليب بالرغم من الإجراءات العديدة التي اتخذتها في وقت سابق وزارة الفلاحة والمتضمنة أساسا رفع كميات حليب الغبرة الموجهة للمنتجين الخواص ناهيك عن رفع الكميات التي يُنتجها مجمع »جيبلي« ببئر خادم وكافة الوحدات التابعة للديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته، ويأتي هذا التذبذب في توزيع هذه المادة بعد أيام عن التصريحات التي أوردها المدير العام للديوان، فتحي مصار، والتي مفادها أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وفرة مادة الحليب خلال شهر رمضان المقبل مطمئنا المواطنين بتوفر مسحوق الحليب بالكمية اللازمة على مستوى المخازن وأنه في حال حدوث مشكل توزيع على مستوى منطقة من مناطق الوطن، فإن الديوان يقوم بالتنسيق مع كل مصالح الوزارة الموجودة عبر الولايات باتخاذ إجراءات فورية لتوفير كميات إضافية لتغطية النقص.