كشفت مصادر من مديرية النقل بقسنطينة عن عراقيل ومشاكل تقنية جديدة واجهت أشغال مشروع الترامواي في مرحلته الأولى وجعلته يتوقف بصفة إضطرارية، حيث صادف القائمون على المشروع نهاية الأسبوع الفارط مشكلتين تتعلقان بإكتشاف شبكات أرضية مجهولة خاصة بالمياه الصالحة للشرب و أخرى بالهاتف داخل مسار الترامواي. وبسبب هذا العائق حسب مصادرنا فإن تسليم الشطر الأول من المشروع والخاص بالجزء الرابط بين المحطة النهائية بملعب بن عبد المالك رمضان نحو المحطة متعددة الأنماط بحي زاغي سليمان على مسافة حوالي 8.2 كلم، ستتأخر إلى حدود الثلاثي الأول من سنة 2013 . وقد باشرت المؤسسة الفرنكوجزائرية سياكو المكلفة بتسيير شبكة المياه وبالتنسيق مع مؤسسة سونلغاز أشغالها في هذا المقطع الذي أحدث إضطرابا في أشغال الترامواي، بالتنسيق مع مؤسسة الإنجاز ميترو الجزائر، لتحويل هذه الشبكات المجهولة في وقت محدد. وعرف هذا المشروع خلال الفاتح من شهر ماي الفارط إنطلاق أولى التجارب التقنية الخاصة بالشطر الأول منه الرابط بين حي زواغي سليمان و وسط المدينة بحضور السلطات الولائية، أسرة الإعلام وبعض إطارات من شركات بيزاروتي، ألستوم وميترو الجزائر وهي المؤسسات المشرفة على أشغال هذا المشروع الذي كلف خزينة الدولة حوالي 35 مليار دج في شطره الأول على أن يعرف المشروع توسعة بإتجاه المدينةالجديدة علي منجلي على مسافة حوالي 13 كلم إضافية والدراسة قيد الإنجاز ونحو مدينة الخروب في الشطر الثالث على مسافة حوالي 4 كلم أخرى. وفي هذا الصدد شرع مكتب الدراسات الإسباني" إيدوم" مع بداية شهر أفريل الفارط في إعداد دراسة حول المرحلة الثانية من مشروع تمديد ترامواي قسنطينة من حي زواغي سليمان بإتجاه المدينةالجديدة علي منجلي على مسافة إجمالية ب 22 كيلومتراً بعدما إقتصرت المرحلة الأولى على مسافة حوالي 9 كلم إنطلاقاً من محطة بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة نحو المحطة النهائية في المرحلة الأولى من المشروع بحي زواغي سليمان، وجاوزت نسبة تقدم أشغال الدراسة ال50 % إلى غاية الوقت الحالي. وسيضمن المشروع نقل حوالي 6 ألاف مسافر في الساعة عبر الخط الواحد أي في حدود ال130 ألف مسافر يومياً أي بمعدل 3 ملايين مسافر شهرياً عبر محطاته ال11 بين محطتي بن عبد المالك رمضان مروراً بالمنطقة الصناعية، الجامعة المركزية إلى زواغي سليمان في إنتظار تمديد الخط نحو المدينةالجديدة علي منجلي. وكان من المقرر أن يسلم المشروع في مرحلته الأولى خلال الثلاثي الثالث من هذه السنة حيث تمت برمجة الجلسات التقنية الأولى لترامواي قسنطينة خلال نهاية الثلاثي الأول لسنة 2012 لكن المشروع عرف بعض التأخر بسبب التضاريس الصعبة للمدينة والتي واجهت مؤسسة الإنجاز الإيطالية بيزاروتي مند بداية الأشغال سنة 2008 إضافة إلى الظروف المناخية التي عطلت الورشات في العديد من الأحيان وكذلك إختناق حركة المرور التي صعبت تنقل عربات الورشات ونهاية بسلسلة الإحتجاجات التي شنها عمال الورشة البالغ عددهم حوالي 1400 عامل على مدى طول مدة الإنجاز لمطالب مختلفة. و من المنتظر أن يصل طول الشبكة وإلى غاية نهاية 2012 حوالي 8,3 كلم من السكة الحديدية من أصل 8,9 كلم والتي تشكل الجزء الأول للترامواي ما بين مدينة قسنطينة إنطلاقاً من ملعب بن عبد المالك إلى غاية المحطة النهائية بحي زواغي فمطار محمد بوضياف الدولي على أن تمتد على مسافة إضافية نحو المدينةالجديدة علي منجلي على طول 13 كلم ثم إلى مدينة الخروب كمرحلة ثالثة من المشروع على مسافة 4 كلم في أفاق 2013. و قد إستقبلت ولاية قسنطينة خلال الأشهر الفارطة على دفعات ال27 عربة المخصصة لترامواي عاصمة الشرق، حيث تم وضعها بمرأب محطة زواغي الممتدة على مساحة 60 ألف متر مربع والتي تضم العديد من ورشات الصيانة ومحطة للخدمات. كما تقدمت ولاية قسنطينة مؤخراً بإقتراح إلى السلطات العليا بالبلاد من أجل القيام بتوسعة خط الترامواي بإتجاه ثلاث أحياء داخل النسيج العمراني بالمدينة وهي 5 جويلية، بوجنانة وبوالصوف لتكون ضمن المحطات المقررة في الشطر الممتد من زواغي سليمان وصولا إلى ملعب بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة . ومن المنظر أن يغير الترامواي بعد دخوله الخدمة بشكل جدري واقع حركة المرور بقسنطينة، حيث يبني عليه القسنطينيون آمالا كبيرة في القضاء على مشكل الإختناق وتسهيل الحركة بين وسط المدينة القديمة والمدينةالجديدة التي سيصل عدد سكانها في أفاق 2014 إلى حوالي ربع مليون نسمة بعد إتمام عمليات الترحيل المبرمجة.