يشهد المطار الدولي هواري بومدين منذ بداية الاسبوع حركية كثيفة للمسافرين خاصة من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر بحثا عن مقعد في الرحالات المبرمجة سواء بالنسبة للخطوط الجوية الجزائرية أو شركات الطيران الاجنبية، مما خلق فوضي عند وكالات بيع التذاكر بسبب محدودية المقاعد المقترحة بالنظر إلى الطلب الكبير، وأرجعت مصادر من عدة وكالات لشركات الطيران المعتمدة بالجزائر الاكتظاظ إلى تمديد العديد من المسافرين تواريخ عودتهم، ناهيك عن ارتفاع الطلب على السفر الى الخارج من الجزائريين بعد انقضاء شهر رمضان لقضاء وقت من الراحة خارج الوطن بعد أن قلصت فترة العطل الصيفية. إقبال منقطع النظير يعرفه المطار الدولي هواري بومدين يوميا مما دفع بمؤسسة تسيير المطار إلى فتح جميع المعابر الأمنية عند مداخل المطار لتسهيل دخول المسافرين مع توجيههم إلى وكالات السفر للبحث عن مقاعد والاستعلام عن الرحلات الإضافية المقترحة خاصة من طرف شركات الطيران الأجنبية والخاصة، حيث لم تتمكن الخطوط الجوية الجزائرية من الاستفادة من ترخيص فرنسي لتسجيل رحلات إضافية، الأمر الذي انعكس سلبا على باقي الخدمات المقترحة من طرف الشركة. ومن جهتهم، لم يتمكن أعوان وكالات شركات الطيران من الرد على جميع طلبات المسافرين خاصة ممن فضلوا تمديد فترة إقامتهم أو الرجوع قبل الموعد المحدد، حيث وجدوا أنفسهم في قوائم الانتظار، ولا أحد يمكنه ان يعرف توقيت رحلته الأمر الذي أجبر العائلات على افتراش الأرض واحتجاز كل المقاعد بقاعات الانتظار، ومن له حظ معرفة احد من النافذين فله الأفضلية في الحصول على المقعد ودخول قاعات الركوب من باب "الشخصيات المهمة"، وفي الشأن تقول إحدى المسافرات التي أرادت العودة إلى باريس قبل موعد رحلتها المحدد بيوم 5 سبتمبر المقبل قالت "قوائم الانتظار مخصصة لمن يدفع أكثر، ونحن مجبرون على الانتظار لوقت أطول فلا أحد من الشركة جاء ليطمئننا أو يرد على طلبنا حتى أننا لا نعرف لمن نتوجه بطلب الحصول على مقعد في قوائم الانتظار "، وبالقرب من السيدة كان رب عائلة ينتظر بفارغ الصبر طائرته المتأخرة بأكثر من 5 ساعات وهو لا يعلم إذا كان مبرمجا على متنها أم لا والسبب هو الاكتظاظ الكبير أمام وكالات السفر، حيث لم يتمكن من التأكد من وضعيته. ومن بين الوجهات التي تشهد يوميا طوابير طويلة عند مكاتب التسجيل سجلنا وجهات الدوحة، القاهرة، مارسيليا، باريس، ليون، روما ومدريد بالإضافة إلى المغرب، حيث أكد لنا بعض المسافرين ممن وجدناهم في الطابور أنهم يرغبون في قضاء ما تبقي من العطلة الصيفية في المغرب، أما بالنسبة للدوحة فتعتبر نقطة عبور لقارة أسيا بشكل عام، في حين تبقي الوجهات الفرنسية مطلوبة بكثرة من طرف أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر، حيث أن العديد منهم جاء إلى أرض الوطن عن طريق الباخرة مفضلا العودة عن طريق الطائرة لكن الظفر بمقعد أصبح من المستحيلات، وعلى خلاف الشركة الخاصة "ازور" التي تمكنت من تخصيص رحلات إضافية يوميا للعديد من الوجهات الفرنسية لم تتمكن الخطوط الجوية من الحصول على ترخيص من السلطات الفرنسية لبرمجة رحلات إضافية. ونحن ببهو المطار وقفنا على ظاهرة "المحسوبية" لدى البعض فيكفى أن يكون لك قريب من عمال الخطوط الجوية الجزائرية أو أحد العمال بالمطار لتكون لك الأسبقية في الظفر بمقعد ضمن قائمة الانتظار، وحسب تصريح احد أعوان الاستقبال لشركة طيران خاصة فإن قوائم الانتظار تخص المسافرين المتأخرين عن موعد التسجيل أو من يغير موعد رحلته في آخر لحظة، وعليه تقوم شركة الطيران المعنية بوضع هذه المقاعد تحت تصرف من ليس لديهم تذاكر مفتوحة، كما أن العديد من الشركات خلال أوقات الذروة تبيع تذاكر ضمن قائمة الانتظار، حيث يحضر المسافر وفي حالة إيجاد مقعد يكون من بين المختارين ليسافر عبر الرحلة، لكن ما يحدث اليوم على حد تعبيره يعود بالدرجة الأولى إلى تفضيل أبناء الجالية قضاء شهر رمضان وعيد الفطر بأرض الوطن وفي آخر لحظة سجلنا إقبالا كبيرا للمسافرين يزيد عن الطلب المقترح بكثير. إسبانيا تغري السياح الجزائريين ونحن أمام مكاتب التسجيل لمحنا طوابير طويلة للمسافرين المتجهين إلى اسبانيا وعند الاستفسار عن الأمر حدثنا بعض الشباب عن تسهيلات من طرف القنصلية الاسبانية بالجزائر للشباب الراغب في السفر إلى اسبانيا لقضاء عطلته الصيفية، وذلك بسبب الأزمة المالية الخانقة مما جعل السلطات الاسبانية تفكر في تسهيل الحصول على التأشيرة بالنسبة للجزائريين المعروف عنهم أنهم من أحسن السياح، كونهم لا يتوانون في صرف أموال معتبرة في فصل الصيف وهو ما ينعش الحركة التجارية باسبانيا وحسب الشاب جعفر من باب الزوار وهو عامل بشركة خاصة فقد تفاجأ بدعوة صديق له لمرافقته في الجولة السياحية الى المدينة السياحية "ابيزا" الاسبانية، حيث قلصت الوثائق المطلوبة من القنصلية للحصول على التأشيرة وتنحصر في وثيقة تثبت فتح رصيد بالعملة الأجنبية وشهادة تثب أن طالب التأشيرة عامل ويتقاضي أجرا، وهي الإجراءات التي لقيت استحسانا وإقبالا كبيرين من طرف الشباب لزيارة المواقع السياحية الاسبانية. من جهتها، نشرت مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية على موقعها إعلانا ينبه الزبائن بنفاد كل المقاعد عبر كل الرحلات المبرمجة إلى غاية منتصف الشهر القادم، وبغرض التعرف على الإجراءات المتخذة من طرف الشركة تضمن على أكثر من 60 بالمائة من الرحلات نحو الخارج حاولنا الاتصال بمديرية الاتصال لكن كل الأبواب كانت مقفلة، حيث غاب الاتصال بين الشركة ووسائل الإعلام.