رغم الفترة الصعبة التي مرت بها الجاحظية في احتجاب رئيسها الروائي الطاهر وطار، والذي أوصى فريقه الجاحظي بمواصلة الطريق من أجل تهيئة حقول ثقافية فكرية متنوعة تتناسق وتتعايش في ظل جمعية عمادها الرأي الحر القابل للنقاش وللرأي الآخر، وعلى هذا الطريق سنت الجاحظية فروضها الثقافية وانتهجت اختلاف الفكر من أجل التنوع والابتكار والابداع، وها هي التبيين رغم المعاناة تصدر كالعنقاء من رمادها لتقول إن الجمعية ما تزال بخير، وأن التبيين ستواصل طريقها. التبيين المجلة التي تصدرها الجمعية الثقافية الجاحظية في عددها 37/ 2012، اشتهرت بأقلامها وطاقمها امثال الدكتور علي ملاحي والأستاذ ابراهيم جديدي وعبد الرحمن عزوق وغيرهم. تميز هذا العدد من المجلة (37) بكلمة الأستاذ محمد تين رئيس الجاحظة التي جاءت بعنوان «الترسيخ والتطوير»، حيث أكد في هذه الكلمة أن المجلة تدعمت بلجنة علمية تتكون من أساتذة ومحاضرين في مختلف التخصصات. ويرى الأستاذ تين في كلمته أن الهدف من إصدار المجلة هو المحافظة على المكسب العلمي ومن أجل ضمان صدور المجلة ابتداء من 2012 لتكون فصلية مضبوطة المواعيد، كما ينصب العمل على ايصالها (التبيين) الى كل المكتبات والهيئات العلمية وطنيا ومغاربيا وعربيا. أما رئيس تحريرها الدكتور علي ملاحي فقد حبّر مقدمة العدد ب«الاستمرارية الهادفة» وحددها في أربعة محاور هي تخييب ظن من راهن على موت التبيين والجاحظية وإحالتها الى الآرشيف، ثم العمل على التجديد والتنويع، حيث أكد أن: «العدد الجديد من مجلة التبيين يحمل بين دفتيه الكثير من الأشياء الجديدة». كما يرى الدكتور علي ملاحي أن مجلة التبيين تسعى الى العمل على ترسيخ قدم واثقة في الفضاء الفكري والأدبي والعلمي والإبداعي والفني، ليخلص في نهاية المطاف، إلى أن مواصلة هذا العمل تندرج أيضا في إطار الوفاء الثقافي والإخلاص للرجل الذي نذر نفسه لبناء صرح الجاحظية... وذلك من خلال العمل من أجل عقد ملتقى علمي تحت اشراف وزيرة الثقافة، يخلد أعمال الطاهر وطار الروائية والتعريف بتجربته الإبداعية ومساهمته الفعالة في إثراء الأدب الجزائري. وقد توزعت موضوعات العدد الى عدة محاور منها: دراسات نقدية معاصرة تناولت السينما، الروائية، الشعر النسوي الجزائري المعاصر، موسيقى الشعر الحر، كما تناول المحور الثاني اللغة أبحات ومفاهيم، ثم محورا للشعر تحت عنوان من قصائد العدد لينقلنا بعدها الى دراسات وأبحاث لغوية، دراسات تراثية، دراسات في الترجمة والآداب الأجنبية، ثم محور القصة والأبحاث التاريخية والفلسفة والنقد والنوافذ الثقافية، كل هذه المحاور تناولت موضوعات بأقلام مختصة في المجالات المذكورة، ومتنوعة من حيث الأفكار واستراتيجية الطرح. العدد كما عودتنا الجاحظية دسم ومتنوع، وقد جاء في حجم وثقل وقامة الجاحظية الأدبية والثقافية، ليتوزع على 250 صفحة من القطع الكبير بغلاف جميل وبعناوين رئيسية هي: الألفاظ العربية في اللغة الأمازيغية، التداخل اللغوي الإشهاري، التجنيس في الشعر النسوي الجزائري، وأخيرا دور الترجمة في لتقارب الإنساني.