المواطنون والمجتمع المدني يجمعون على فشل مهمة المنتخبين السابقين يجمع مواطنو بلدية الخرايسية على أن واقع التنمية بهذه المنطقة «مريض»، حيث لا تزال هذه المنطقة شبه الحضرية تشهد نقائص جمة وذلك بالنظر إلى واقع الهياكل الأساسية التي تعرف تأخراً كبيراً بسبب فشل رؤساء البلدية الذين تداولوا على المجلس خلال هذه العهدة ولم يؤدوا مهامهم كما ينبغي- حسبهم- وهي الوضعية جعلت القاطنين بالخرايسية يوجهون رسالة إلى السلطات مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية لتحسين الإطار المعيشي وحل المشاكل التي طال عمرها. أعرب سكان بلدية الخرايسية عن عدم رضاهم لعدم مواكبة منطقتهم للركب الحضري بسبب إهمال مسؤولي البلدية للتنمية المحلية وذلك في مختلف القطاعات، حيث وقفت «المساء» خلال خرجتها الاستطلاعية لمختلف الأحياء منها بحي سيدي بوخريص، سيدي سليمان، شرشاري، الزغاوة، والسلام على عدم رضا المواطن على أداء المنتخبين المحليين السابقين ويطمحون لغد أفضل مع قدوم العهدة الجديدة. انطلاق جولتنا كان بحي سيدي بوخريص الذي يعد من الأحياء الأكثر كثافة سكانية، والأول أيضاً من ناحية الموقع الجغرافي، حيث يعد بوابة بلدية الخرايسية، واقتربنا من سكانها الذين اغتنموا فرصة تواجدنا بالمنطقة لتبليغ رسالتهم بعدما فقدوا الأمل حسبهم في رؤساء البلدية السابقين وأكدوا أنهم يطالبون بإعادة الحيوية ببلدية الخرايسية وتطويريها في مجال التنمية المحلية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث قال أحدهم: «نطالب بالتغيير من أجل إعادة الكرامة لبلدية الخرايسية التي تسجل عدة نقائص في غياب المشاريع التنموية، بدليل أنها لا تزال منطقة ريفية بالرغم من أنها تابعة للعاصمة»، في حين اعتبر شاب آخر أن فشل رؤساء البلدية راجع إلى عدم منح فرصة للشباب المتخرج من الجامعات، وأغلبية المسؤوليين من كبار السن ووصلوا سن التقاعد، حيث قال: «نتمنى أن ينتفع المواطن ونحن نريد شيئاً وحيداً هو منح الفرصة للشباب لتقلد مناصب عليا واستغلال الطاقة التي يتمتعون بها ومنحهم حقا في وطنهم»، وشاطره آخر في الأمر قائلا: «حان الوقت لتقديم الراية إلى الشباب». سكان حي السلام: النقائص ماثلة رغم تداول «الأميار» بعدها انتقلت «المساء» إلى حي السلام ولم يختلف الأمر مقارنة بما قاله سكان سيدي بوخريص، وحسب بعض السكان الذين التقيناهم بعين المكان، فإن ببلدية الخرايسية لم تنل حقها من التنمية المحلية، إذ لم تتغير الوضيعة منذ سنوات وبقيت على حالها بالرغم من قدوم عدد كبير من السكان إليها وستتعقد الأمور أكثر، بسبب الانجازات السكنية الجديدة، حيث سترتفع الكثافة السكانية بالبلدية، التي لم تتمكن لحد الآن من تجاوز مشاكل التهيئة ويشكو حي السلام من نقائص عدة حسب شهادات السكان منها اهتراء الطرقات ببعض الأحياء، وعدم تعبيدها بأحياء أخرى وانعدام الأرصفة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، خاصة عند تهاطل الأمطار، كما أصبح مشكل انعدام الممهلات هاجساً يؤرق الأولياء كثيراً، خاصة بالقرب من المدارس على غرار مدرسة أحمد حيرش الواقعة بالقرب من منعرج والتي تتحول إلى مستنقع في الشتاء وإلى جانب هذه المشاكل، يعاني شباب المنطقة من غياب المرافق الضرورية فلا يوجد أي هيكل رياضي يمارسون فيه هواياتهم. جمعية ممثلي الأحياء: القليل من المشاريع أنجزت وأخرى حبر على ورق وكانت وجهتنا الأخيرة إلى جمعية ممثلي الأحياء «اتحاد وأمل» فلخص لنا رئيس الجمعية السيد دراجي مولود مشاكل أحياء بلدية في عبارة واضحة مفادها أن «المشاريع التنموية بالمنطقة تبقى مجرد حبر على ورق» وأنجز القليل منها فقط أمام المشاكل العديدة، وأوضح أن هناك مشاريع ولائية أنجزت مثلما هو الحال بمشروع 100 محل تجاري لكنها لم تستغل بعد، مشيراً أن المنطقة تواجه غياب السوق الجوارية ويعتمد الناس خلال التسوق على التجارة الفوضوية التي تخلق مناوشات يومية بين التجار، من جهتها تشكو الهياكل التربوية وهي 9 مدارس من غياب المطاعم والتدفئة لمدة ثلاثة سنوات وتحولت مداخل هذه المؤسسات التربوية إلى مفرغات للقمامة، كما أن قنوات صرف المياه مهترئة تماماً والسلطات المعنية لا تحرك ساكناً، وتواجه أيضاً بعض الأحياء مشكل عدم ربطها بالغاز الطبيعي والأحياء الأخرى استفادت من هذه المادة الحيوية بمجهوداتها الخاصة، إضافة إلى ذلك لم يستفد المواطن من عمليات الترحيل والإسكان ومازال سكان الأودية يواجهون الخطر بالرغم من الانجازات المحققة في مجال البناء والمشاريع المنجزة لصالح أشخاص من خارج البلدية، أما فيما يخص الهياكل الترفيهية والرياضية فهي الأخرى غائبة تماماً يقول محدثنا ودار الشباب الوحيدة تحتلها إحدى العائلات المنكوبة منذ السنة الماضية، علماً أن عدد السكان سيتضاعف إلى أزيد من 3 آلاف نسمة السنة المقبلة بمشروع إسكان كبيرة بأحياء «لعروسي حمود» والخرايسية، و«السلام» كما يؤكد السيد دراجي، ونفس الحديث يمكن قوله في الجانب الصحي والتربوي. وأشار مصدرنا في الأخير أن التنمية بقيت مجمدة بسبب عدم نزاهة رؤساء البلدية الذين تفنن بعضهم في استغلال ممتلكات الدولة لصالحهم خلال هذه العهدة، مما أودى بهم جميعاً إلى السجن، وأصبحت المصلحة الشخصية الشغل الشاغل لرؤساء البلدية السابقين الذين استغلوا المنصب لأغراضهم الشخصية والبلدية صار معناها شهادتي إقامة وميلاد في نظر المواطنين، مضيفاً أن الرئيس الحالي الذي يشرف علىها السيد ريحان شاب جاء متأخراً ولم يتمكن بمفرده من إعادة القطار إلى السكة وإصلاح ما خربه الأولون. استطلاع: نسيمة زيداني وتصوير :عمر /ش