لا تزال العديد من المشاريع التنموية ببلدية الخرايسية حبيسة الأدراج، بسبب نقص العقار، لكن في المقابل توجد بالمنطقة العديد من المساحات الشاغرة التابعة للخواص دون استغلال، وهوالأمرالذي حال دون تجسيد العديد من المرافق والمنشآت، التي كان من شأنها المساهمة لاستدراك العديد من النقائص التي تشكل هاجس السكان. الزيارة التي قادتنا إلى بلدية الخرايسية، جعلتنا نقف عند عدة أوعية عقارية شاغرة لم يتم الإستفادة منها لا في المجال الزراعي ولا لتجسيد المشاريع المعلقة، رغم أن سكان الأحياء والأحواش على حد سواء، هم في حاجة ماسة لها، وهو ما جعلنا نستفسرعن السبب الذي دفع بملاك الأراضي إلى عدم بيعها إلى السلطات المحلية، من أجل استغلالها للصالح العام في بناء مختلف المرافق التي يطالب بها سكان الخرايسية، والتي من شأنها إستدراك النقائص التي لمسناها في كل أرجاء البلدية، لكن أغلب ملاك الأراضي رفضوا تغيير الطابع الزراعي لها، كونها ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم، بعد أن كانت مخصصة لهذا النشاط منذ عقود، وأضافو أنهم ينتظرون الدعم من الدولة لإعادة بعث الحياة في هذه البساتين التي كانت في يوم من الأيام جنة فوق الأرض، قبل أن تتحول إلى أراضي بور في أيامنا هذه. الفلاحون ينتظرون دعم النشاط أكد بعض هؤلاء الملاّك أنهم بعثوابالعديد من الطلبات للولاية، من أجل الظفر بمساعدات مالية تندرج في إطار الدعم الريفي الذي يمنح لصالح البلديات الريفية، كون بلديتهم مصنفة في الفئة، كما أضاف الفلاحون بأن جل الأراضي أصبحت مخصصة لزراعة الأشجارالمثمرة، وهي التي كانت من قبل مخصصة لزراعة الخضر والفواكه، كونها جد خصبة، مما يجعل الإنتاج وافرا ويمكنه أن يغطي جانب مهم من السوق المحلية، إلا أن الدعم يبقى الغائب الأكبر لدى هؤلاء الفلاحين، الذين تعتبرالأرض والزراعة إنشغالهم الأساسي، لذلك اِرتأوا في ظل الظروف غير الملائمة إلى تغيير نشاطهم، في حين يبقى عدد آخر منهم، من لم يستطع حتى زرع الأشجار التي تعتبرغير مكلفة مقارنة بزراعة الخضر الفواكه، لتبقى بذلك أراضيهم بورا إلى أجل غير مسمى. وأكد فلاحو الخرايسية أنهم شرحوا للسلطات المحلية أسباب تراجع المردود الزراعي لبلديتهم، بغية الوقوف عندها ومعالجة المشاكل التي تحول دون تقدم هذاالقطاع الذي يعد باب الرزق الرئيسي للعديد من العائلات، حيث كان في فترة غير بعيدة يدرعليهم بإيرادات هائلة، مما انعكس إيجابا على البلدية ككل، وقد تصدّر مشكل نقص الأسمدة الفلاحية وغلائها بالنسبة لهم قائمة المشاكل التي يواجهونها حاليا، وهو ما أدى بهم إلى هجر أراضيهم بما يهدد باندثارالنشاط الفلاحي بالمنطقة. غياب المرافق الضرورية من جهتهم، أشار سكان مختلف الأحياء والمراكز التابعة لبلدية الخرايسية إلى غياب المرافق الضرورية، في حين تبقى أغلب الأراضي شاغرة لم تستغل في أي مجال إيجابي لا زراعي ولا عمراني، مما زاد الأحياء عزلة كما هو الحال بالنسبة لحي سيدي بوخريس وحي لعرويس وعبدي مولود التي تفتقر لجميع المرافق الضرورية؛ من مكاتب بريد، ملاعب جوارية ومؤسسات تربوية، حيث يضطر التلاميذ إلى التنقل إلى غاية بلدية بئرالتوتة وبوفاريك، بهدف الإلتحاق بالمؤسسات التربوية. وفي رده على انشغالات المواطنين، أكد رئيس بلدية الخرايسية، السيد محمد بلحديد، أنه على دراية تامة بحجم انشغالات المواطنين في بلديته، وأنه عمل في عدة مناسبات على تدارس كل المشاكل مع المعنيين بالأمر، حيث أن هذه المشاكل تتمحور حول نقص محسوس في مرافق المنشآت القاعدية الضرورية لبلدية الخرايسية، التي كان بإمكانها أن تكون من المناطق الرائدة، من حيث وفرة المرافق بالنظر إلى المشاريع التي تم تسطيرها، والتي بقيت حبراعلى ورق، بسبب انعدام الأوعية العقارية. وأضاف محدثنا أن الحل يكمن في استغلال الأراضي التابعة للخواص، والتي يستوجب بشأنها عقد اجتماع لكل الجهات، من الأجل الخروج بنتائج ترضي كل الأطراف لتحقيق المشاريع التي طالما انتظرها السكان، والمتمثلة في ملعب جواري لحي سيدي بوخريس وحي8 ماي، وسيستفيد حي لعروسي من مكتب بريد و مجمع مدرسي ومشروع ثانوية، ولتقريب الإدارة من المواطن سيتم إنشاء 3 فروع للحالة المدنية بكل من حي عبدي مولود و حي السلام ولعروسي.