شهدت المدرسة العليا للشرطة "العقيد علي تونسي" بشاطوناف تخرج الدفعة الرابعة والعشرين لمحافظي الشرطة بعد أن قضوا فترة تكوينية دامت ستة أشهر سمحت لهم بتوسيع معارفهم لتشمل اختصاصات إضافية إلى جانب تطبيقات وتربصات ميدانية تجعلهم على أهبة الاستعداد وإطارات شرطة عمليين ومسيرين ذوي كفاءة، بمجرد تخرجهم وانتهاء مدتهم التكوينية، علما أن هذه الدفعة المتكونة من 625 محافظا للشرطة ذات مستوى تعليمي جامعي بنسبة تفوق ال96 بالمائة. وقد أشرف، أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية رفقة المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل على حفل تخرج الدفعة الرابعة والعشرين من محافظي الشرطة بحضور وزراء من الطاقم الحكومي إلى جانب مدراء وإطارات من المديرية العامة للأمن الوطني وجمع غفير من المواطنين وعائلات الطلبة المتخرجين. وتضم الدفعة المتخرجة 625 محافظا تلقوا تكوينا دام ستة أشهر نجح منهم 612 عنصرا على أساس الامتحان المهني فيما استفاد 13 منهم من الترقية الاستثنائية، وقد شملت مدة التكوين معارف مهنية، تكميلية، قانونية وتقنية وكذا رياضية مدعمة بتكوين تطبيقي من خلال زيارات ميدانية نحو مختلف المراكز والهيئات، وقد أدت الدفعة المتخرجة استعراضات رياضية جماعية في تقنيات الدفاع الذاتي والكاراتيه إلى جانب استعراض قدمته فرق التدخل السريع وحماية الشخصيات وذلك قبل أن تؤدي الدفعة المتخرجة يمين الإخلاص مع تكريم المتفوقين العشرة الاوائل. وسميت الدفعة المتخرجة باسم شهيد الواجب الوطني المرحوم حمدي شريف عبد العزيز وهو عميد للشرطة التحق بصفوف الامن الوطني غداة الاستقلال مباشرة، حيث اشتغل بأمن ولاية الجزائر ثم مدرسة الشرطة بالدار البيضاء لينتقل بعدها إلى أمن ولاية قسنطينة قبل أن يستأنف مساره التعليمي بالمدرسة العليا للشرطة ثم إلى أمن ولاية بومرداس كرئيس لأمن دائرة بودواو فمديرية الشرطة العامة والتنظيم.. وفي شهر رمضان من عام 1994 طالته أيادي الإرهاب لتغتاله وهو في طريقه إلى المسجد رفقة أفراد من عائلته لأداء الصلاة. وقد عرف عن الشهيد حبه الشديد لعمله وتفانيه وإخلاصه في خدمة وطنه بلا هوادة فضلا عن أخلاقه الحميدة التي تميز بها طيلة فترة خدمته وهي الأخلاق التي أورثها لابنه الذي تسلم المشعل وشاءت الصدف أن يكون هو من يقرأ كلمة مدير المدرسة بالنيابة والتي حث من خلالها الدفعة المتخرجة على ضرورة الالتزام والانضباط التام في التعامل مع المواطنين وضمان سلامتهم وأمنهم وأمن ممتلكاتهم في جميع الظروف والحالات. كما ذكرت كلمة المدير بجملة من التوصيات التي كان قد دعا إليها المدير العام للأمن الوطني خلال الاحتفالات بعيد الشرطة التي تزامنت والاحتفالات المخلدة لخمسينية استقلال الجزائر، أهمها ضرورة التزام عناصر الامن بالاحترافية والمهنية اللازمين وكذا العقلانية الضرورية خاصة في تعاملاهم مع المواطنين والحشود وذلك دون المساس بكرامة المواطن سواء الجسدية أو المعنوية.