موعد جديد يضربه صالون الصناعة التقليدية بقصر رياس البحر لمحبي الفن الأصيل... «أصالة وتنوع» هو الشعار الذي اختير هذه السنة في إطار معارض وطنية وجهوية تنظمها وزارة الثقافة لإحياء الموروث الثقافي وحفاظا على الهوية الوطنية. يحتضن حصن 23 بالعاصمة هذه الأيام فعاليات معرض الفنون التطبيقية والصناعة التقليدية «أصالة وتنوع»، الذي يدوم إلى غاية 20 من الشهر الجاري. وقد كان التزاوج سمة جمعت أنامل المبدعين في قصر الرياس الذي يجمع ككل مرة بين عراقة المكان وإبداع أنامل الإنسان. واختلفت المعروضات هذه المرة بين غرف الحصن بين فنون الجص والفسيفساء والزخرفة على الخشب، والفخار التقليدي والعصري والحلي التقليدية.. وهي المعروضات التي تعكس في ظاهرها اختلاف إبداعات الأيادي الفنية ولكنها في الحقيقة مرآة لما يجول في الأنفس المبدعة، فكل قطعة فنية تروي للناظر إرثاً غنياً بالدلالات الحضارية، كما أنها قد تكون منقحة نتيجة تراكم التنويعات والثقافات التي تكتسبها الحرفة عبر الأزمنة، وهي التنويعات التي يسجلها كل حرفي على قطعته النحاسية أو الخشبية أو الفخارية وغيرها بالطريقة التي يريد، وهي بهذا وسيلة من وسائل الاتصال يزيد فيها كل حرفي ما يناسب بيئته، وطبعا تختلف تلك الإضافات من حرفي إلى آخر ومن مكان إلى آخر وهذا ما يصنع التنوع مثلما وقفت عليه «المساء» في قصر الرياس. وسواء كانت القطع المعروضة في صالون الحرف التقليدية حليا تقليدية أو أواني فخارية أو صناديق خشبية مزخرفة أو لوحات الفسيفساء، فإن الزائر هذه الأيام لقصر رياس البحر يمكن له ان يتأكد من ان الحرف اليدوية لن تندثر وإنما في تطور مستمر يحافظ على الأصالة ويحاكي الواقع. يشار إلى أن العديد من الحرفيين يشتكون من قلة المادة الأولية وغلائها في أحيان كثيرة وقلة ، وهو ما يزج بالقطاع في الركود ويدفع الكثير من الصناع إلى البحث عن بدائل أخرى، ويدفع بالشباب كذلك إلى الإعراض عن تعلم صنعة الأجداد، مثلما يوضحه العديد من الحرفيين الذين يؤكدون بالمقابل، ان حب الحفاظ على ارث الأجداد ينمي لديهم غيرة قوية للحفاظ على الحرفة التقليدية مهما كانت الصعوبات والعراقيل.