احتضنت جامعة الجزائر «2» بحر الأسبوع المنصرم، فعاليات الطبعة الثالثة للملتقى التحسيسي حول إمكانيات الدراسة بالجامعات اليابانية، ويدخل هذا النشاط في إطار تفعيل إتفاقية التعاون في المجال العلمي بين السفارتين الجزائريةواليابانية، بغية فسح المجال للطلبة الجزائريين الراغبين بالدراسة في الجامعات اليابانية المعروفة عن طريق الاستفادة من منح دراسية. عرفت قاعة المحاضرات بجامعة الجزائر توافد أعداد كبيرة من الطلبة للإطلاع على المعرض الذي أقيم، للتعريف بأربع جامعات عالمية معروفة باليابان، وفي المقابل عمل الوفد الياباني على تقديم شروحات وافية للطلبة حول كيفية الالتحاق بالجامعات وفرص التعليم وكذا المناهج الدراسية المقدمة، من خلال توزيع المطويات والملاحق التي تساعد الطالب الجزائري على فهم بعض الأمور الإدارية والإجرائية. وحول الهدف من تنظيم هذا الملقى، تحدثت «المساء» إلى غريبي عارب، أستاذ في علوم اللغة وعضو بلجنة العلاقات العامة بجامعة الجزائر «2»، الذي قال؛ «سبق لنا وأن نظمنا هذا الملتقى بجامعة وهران وجامعة باب الزوار، وقد اخترنا هذه السنة تنظيمه بجامعة الجزائر للتعريف بالجامعات اليابانية، وذلك تفعيلا لعلاقة التعاون بين الجزائرواليابان، إلى جانب إعطاء فرصة للطلبة الجزائريين الراغبين في الدراسة بالخارج، وتمكينهم من الحصول على منح تسمح لهم بمواصلة التعليم بالجامعات اليابانية واكتشاف هذا البلد الجميل. وعن فحوى الملتقى، قال محدثنا إنه عبارة عن معرض تعريفي لأربع جامعات يابانية معروفة ببرامجها التعليمية وشروط التسجيل والانتقاء، وكيفية الاستفادة من المنحة وطرق الالتحاق بالجامعات. وفي رده عن سؤال «المساء» حول مدى تجاوب الطلبة مع الطبعات السابقة، جاء على لسان محدثنا أن الطلبة الجزائريين لديهم رغبة كبيرة في الدراسة بالخارج، خاصة باليابان التي تعتبر من الجامعات الناجحة، كونها من الجامعات الأولى في العالم التي درس بها أساتذة حازوا على جوائز نوبل في مختلف العلوم، على غرار جائزة نوبل للطب وجائزة نوبل للكيمياء، ومن ثمة هي جامعات تستحق أن يدرس بها طلابنا. كان من بين المشاركين بالملتقى، الأستاذ كمال شايبي من جامعة كيوشي، وفي حديثه ل «المساء» قال؛ «تتمحور مداخلتي حول التعريف بواحدة من الجامعات اليابانية التي أدرس بها، إذ أشرح للطلبة السبل المتاحة للذهاب إلى اليابان بغية الدراسة، كما أشرح لهم فحوى البرامج المعتمدة وأطلعهم على كل جديد بها، خاصة البرنامج الذي تم إدراجه مؤخرا حول التدريس باللغة الإنجليزية، علاوة على التسهيلات المتاحة في مجال الاستفادة من المنح وكيفية استغلالها. وحول أهمية الملتقى، قال محدثنا؛ أعتقد أن الدراسة بالجامعات اليابانية تعد من الفرص الثمينة التي ينبغي للطلبة استغلالها، بمعنى أنه آن الأوان للطالب الجزائري أن يبحث عن وجهة أخرى لطلب العلم، وألا يظن أن الدراسة بفرنسا أو أمريكا أو بريطانيا فقط المتاحة، هذا من جهة. ومن ناحية أخرى، ينبغي للطلبة أن يعرفوا أن اليابان قوة اقتصادية عالمية تستحق أن نتعلم منها ونقتدي بها. وحول عدد الطلبة الجزائريين الدارسين بالجامعات اليابانية، جاء على لسان محدثنا أن عدد الطلبة الجزائريين بالجامعات اليابانية لا يتعدى 19 طالبا، بينما يتراوح عدد المقيمين بين 150 إلى 200 مقيم، وهم عادة من الباحثين أو الأساتذة الجامعيين أو التجار.وفي رده عن سؤال «المساء» حول ما إذا كان من السهل على الطالب الجزائري التأقلم مع المجتمع الياباني، الذي يعتبر من المجتمعات التي لديها نمط معيشي خاص، قال محدثنا؛ «أدرس بجامعة كيوشي مادة الفيزياء لمدة ثلاث سنوات، ولم أواجه أي صعوبات في التأقلم، ببساطة لأن المجتمع الياباني لديه ميزة تجعله يتفوق على باقي المجتمعات الأخرى وهي احترام الآخر خاصة الأجانب، من بين الميزات التي جعلتني أحب هذا البلد المتطور، هي الاحترام الكبير للوقت، ناهيك عن أنه مجتمع يحب الإكتشاف، وهو ما نحن في حاجة إليه، لذا ومن جهتي، أشجع الطلبة على اكتشاف هذا البلد التكنولوجي المعاصر، لأن الطلاب الجزائريين يملكون قدرات كبيرة، غير أنهم يفتقرون للتوجيه العلمي، وهو العمل الذي نسعى إلى تأمينه من خلال مثل هذه اللقاءات. لهفة الطلبة الجزائريين على المعرض المنظم وطرحهم للكثير من الأسئلة حول شروط الالتحاق وإمكانيات الدراسة بالجامعات اليابانية وكيفية الحصول على منحة، دفعت «المساء» إلى الدردشة مع بعض الطلبة الراغبين في الدراسة بالجامعات اليابانية، فكانت البداية مع سهام لعجالي، طالبة لغات بجامعة الجزائر «2»، حيث حدثتنا قائلة؛ «حلم حياتي أن أسافر إلى اليابان وأدرس بواحدة من جامعاتها، وأعتقد أن هذا الحلم سيتحقق من خلال هذا الملتقى الذي مكنني من الإطلاع على السبل المتاحة للدراسة بالجامعات اليابانية، إذ قمت بالاطلاع على المعرض أين تكونت لدي بعض المفاهيم حول الجامعة اليابانية، وقمت في المقابل بالتسجيل على أن أشارك في المسابقة المزمع برمجتها في شهر مارس المقبل، وأتمنى أن أكون واحدة من الحائزات على المنحة. أما الطالب سامي من جامعة باب الزوار، علق قائلا؛ «لدي رغبة كبيرة في مواصلة دراستي بواحدة من الجامعات المعروفة عالميا، وها هي الفرصة قد جاءت من خلال المنح التي تعرضها السفارة اليابانية، وأتمنى أن أكون واحدا من الحائزين على المنحة لتتسنى لي الدراسة بهذا البلد التكنولوجي.