اتفقت الجزائرواليابان على تحديد مجالات تعاون جديدة في قطاع الصحة في سياق تنظيم الدورة المقبلة للجنة الجزائريةاليابانية المشتركة سنة 2013 حسب بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وتم تفضيل بعض المجالات كمكافحة السرطان والتصديق وصيانة التجهيزات الطبية ذات التقنيات العالية والتكوين في الاختصاصات الدقيقة والمبادلات رفيعة المستوى. واتفق وزير الصحة، السيد عبد العزيز زياري، وسفير اليابانبالجزائر، السيد تسوكاسا كاوادا، على تنصيب مجموعة عمل مشتركة لاستكمال إنجاز المشاريع الجديدة المنتظر تقديمها في الدورة المقبلة للجنة المشتركة. كما سمحت المحادثات بين الطرفين باستعراض واقع التعاون الثنائي، الذي يتجسد أساسا في المجال العلمي والتكنولوجي. وفي إطار أعمال وكالة التعاون الدولي اليابانية، استفاد موظفون جزائريون من الخبرة اليابانية وتبادلوا خبراتهم في العديد من المجالات كالطب الاستعجالي ومراقبة صناعة الأدوية وتسيير صحة الأم والطفل وتسيير صيدليات المستشفيات. من جانب آخر، أكد السفير الياباني في الجزائر السيد تسوكاسا كاوادا، أول أمس بالجزائر العاصمة، أنه حان الوقت لإعطاء انطلاقة جديدة للتعاون الجزائريالياباني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وأوضح المسؤول الياباني بمناسبة انعقاد الندوة الجامعية الجزائريةاليابانية بجامعة الجزائر-2 (بوزريعة) أن السلطات اليابانية على "استعداد" لتوسيع مجالات تعاونها مع الجامعة الجزائرية في مختلف التخصصات وبالتالي تقديم المزيد من المنح الدراسية لفائدة الطلبة الجزائريين. وأكد أن بلاده تأمل في انطلاقة جديدة لمجال التعاون الأكاديمي والعلمي مع الجزائر، مشيرا -بالمناسبة- إلى أن أربعة طلبة استفادوا من مثل هذه المنح لحد الآن وهم يزاولون تعليمهم العالي حاليا بالجامعات اليابانية في تخصص الإعلام الآلي. وأبدى -في السياق- "استعداد" بلاده لتوسيع هذا التعاون مع الجزائر في تخصصات أخرى، خاصة وأن السلطات اليابانية تطمح لمنح المزيد من المنح الحكومية للطلبة الجزائريين. وحسب الدبلوماسي الياباني فإن 20 أستاذا جامعيا يابانيا قدموا إلى الجزائر في إطار هذه الندوة للترويج للمنتوج الأكاديمي والعلمي الياباني وبالتالي محاولة جلب الطلبة الجزائريين للدراسة في اليابان. وبرر المتحدث هذا المسعى برغبة السلطات اليابانية في مواجهة ما أسماه ب "تصادم" الحضارات في إشارة منه إلى "اجتياح" الحضارتين الشرقية والغربية لبلده عن طريق "فتح" المجال للطلبة الأجانب ومنحهم فرصة التكوين التكنولوجي الدقيق في تخصصات الاإلام الآلي والروبوتيك والطاقات المتجددة التي يتفوق فيها اليابان كثيرا على باقي الدول المتقدمة الأخرى. ونظرا لارتفاع معدل تقدم سن المجتمع الياباني، عمدت الحكومة -حسب السفير- إلى منح فرص عمل دائمة للطلبة الأجانب الراغبين في الإقامة بها عقب الانتهاء من دراستهم وذلك محاولة منها للاستثمار في العنصر البشري "الشاب" لفائدة التطور المستدام في اليابان. وأبدى السيد تسوكاسا أمله في أن يشهد التعاون الجزائريالياباني في مجال التعليم العالي "تطورا" يخدم مصلحة البلدين، مؤكدا -في السياق- وجود العديد من اتفاقيات التعاون الأكاديمي بين الجامعات الجزائرية ونظيراتها اليابانية، كما أشار إلى أن التعاون "الرسمي" قائم على المستوى التقني بين الحكومتين وذلك منذ سنة 2003. أما رئيس جامعة الجزائر-2، السيد عبد القادر هني، فقد شدد -من جهته- على أهمية التواصل بين مختلف الجامعات في العالم مما يمكن الطلبة الجزائريين من تطوير قدراتهم العلمية واكتساب المعرفة التي تساهم في تقدم الجامعة الجزائرية وبالتالي الرقي بمستوى التكوين العالي والعطاء البيداغوجي والعلمي. واعتبر السيد هني أن مجال التعاون الذي توفره الجامعات اليابانية للطلبة الجزائريين من شأنه "المساعدة في تطوير معارف الطالب الجزائري والتحول بالتالي من مرحلة الاستهلاك المعرفي إلى الإنتاج النوعي".