كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية، السيد محمد بن مرادي، إيلاء مجال التكوين الأهمية البالغة خلال السنوات القادمة من خلال التحسين المتواصل للمستوى وعصرنة البرامج مع توسيع استعمال التقنيات الحديثة في تكوين المكوّنين، مشيرا إلى أن وفدا من مسيّري المؤسسات التكوينية سيتنقل خلال الأيام القليلة القادمة إلى تونس للاطلاع على خبراتهم في مجال التسيير الفندقي ومقارنتها بما هو مطبق في الجزائر. ولدى استعراض الوزير خلال افتتاحه للسنة البيداغوجية الجديدة 2012 / 2013 بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة ببوسعادة لواقع القطاع السياحي، تطرق إلى ضعف الخدمات الفندقية التي تعتبر وضعية ظرفية -حسب الوزير- يمكن تداركها من خلال تجنيد كل حلقات السلسلة السياحية وعلى رأسها التكوين، مشيرا إلى اقتراح الوزارة مساعدة المؤطرين للتفتح على مدراس التكوين الأجنبية من خلال إبرام علاقات شراكة لتبادل المعارف والخبرات مع دعم كل أشكال التعاون مع المنظمة العالمية للسياحة، إضافة إلى تمكين الطلبة النجباء من الاستفادة من منح دراسية في الخارج لتحسين مستواهم والاطلاع على ما هو معمول به في أكبر المنتجعات السياحية العالمية. وبما أن مجال التكوين والموارد البشرية يعد العمود الفقري للاستراتيجية الجديدة المعتمدة للنهوض بالقطاع السياحي تقرر فتح عدد إضافي من معاهد التكوين في جنوب البلاد بولاية أدرار وآخر بعين تموشنت. في السياق، أشار ممثل الحكومة إلى أن الأولوية اليوم لا تخص بناء القصور الفخمة وتشييد المركّبات السياحية الضخمة في ظل غياب الكفاءات التي تسيرها وفق معايير التسيير العصرية، وعليه فإن الشغل الشاغل لوزارة السياحة هو ضمان توفير اليد العاملة ذات المهارات الضرورية لتقديم أرقى الخدمات. واستغل وزير القطاع فرصة التقائه بالطلبة والمؤطرين ليلح على وجوب الاهتمام بطلبات السائح، مشيرا إلى أن "السائح إذا كان اليوم على استعداد لغض النظر عن الأسعار المرتفعة في بعض الأحيان، فهو غير مستعد لتقديم أي تنازل فيما يتعلق بنوعية العروض السياحية المقترحة عليه بصفة عامة وجودة الخدمات المقدمة له على وجه الخصوص"، مشددا على الجميع بضرورة تنسيق الجهود والحرص على تنفيذ رغبات السواح مستدلا في حديثه بالدراسات والتحاليل التي أعدت مؤخرا والتي تؤكد أن كل سائح راض عن الخدمات قادر على إقناع 10 أشخاص من حوله لزيارة المقصد، بالمقابل فكل سائح غير راض قادر على التأثير سلبا في 100 شخص بعدم زيارة المقصد الذي خيّب آماله في مجال نوعية الخدمات. على صعيد آخر، وعد بن مرادي الحضور بالحرص على مراجعة البرامج البيداغوجية في كل مرة والمصادقة على الشهادات الممنوحة من طرف المدرسة الوطنية العليا للسياحة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وفي إطار اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يتم حاليا إجراء تشخيص للمنظومة التكوينية للقطاع قصد تكييفها مع التطورات العالمية وتقديم عروض تكوين فعالة. وقد استغل الوزير فرصة افتتاح السنة الدراسية الجديدة من بوسعادة ليتفقد عددا من مشاريعه القطاعية بكل من المسيلةوبوسعادة حرص خلالها على ضرورة تنفيذ المخطط التوجيهي للوزارة وتطبيق الاستراتيجية القطاعية، كما دعا السلطات المحلية إلى تسهيل الإجراءات الإدارية بخصوص عدد من المشاريع المتأخرة.