الجزائر لها قدرات سياحية تؤهلها للارتقاء إلى المستوى المتوسطي أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد محمد بن مرادي، أول أمس بالجزائر العاصمة، أن الجزائر تحوز من القدرات السياحية ما يؤهلها للارتقاء إلى مصاف المقاصد السياحية الهامة متوسطيا. وأوضح السيد بن مرادي، الذي افتتح أشغال اللجنة القطاعية المشتركة الجزائرية-التونسية للتعاون في المجال السياحي بإقامة الميثاق، أن "الجزائر تمتلك من القدرات والمتاحات السياحية ما يؤهلها مستقبلا للارتقاء إلى مصاف المقاصد السياحية الجذابة على مستوى البحر الأبيض المتوسط". في هذا الصدد، اعتبر وزير السياحة أن اجتماع اللجنة القطاعية في طبعته الثانية، الذي تحتضنه الجزائر جاء تنفيذا لتوصيات لجنة التعاون الكبرى بين البلدين ولجنة المتابعة، مشيرا إلى أنه "فرصة سانحة لتعزيز أواصر الأخوة بين الجزائروتونس". وحسب السيد بن مرادي فإن الجزائر تسعى من خلال الاستفادة من التجربة التونسية في مجال السياحة، خاصة وأن هذا البلد يعد اليوم أحد "أهم المقاصد السياحية المتوسطية". واعتبر أن الجزائر أمامها "تحديات كبرى لتحويل الإمكانات السياحية المتوفرة لديها إلى عروض سياحية قادرة على تلبية متطلبات الأسواق العالمية ومواكبة اتجاهاتها". ولبلوغ هذا الهدف اعتمدت الحكومة الجزائرية سنة 2008 استراتيجية للنهوض بالسياحة إلى غاية آفاق 2030 ترتكز على "دعم هياكل الاستقبال كما ونوعا والعمل على الارتقاء بالخدمات إلى مستوى المعايير الدولية وعصرنة المنظومة التكوينية وتشجيع الابتكار وإعداد البرامج الاتصالية والترويجية العصرية". من جهة أخرى، أشار السيد بن مرادي إلى أن السلطات العمومية سخرت الإمكانيات الضرورية لدعم السياحة، لا سيما في مجال مرافقة الاستثمار وتشجيع الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وبين المتعاملين الجزائريين وشركائهم الأجانب. وأبرز المسؤول الأول عن قطاع السياحة أهمية التكوين في مجال النشاطات السياحية والفندقية وتسخيرها لدعم وتطوير برنامج السياحة في الجزائر، التي كانت أحد أهم المحاور في بروتوكول الاتفاق الذي وقّعه الطرفان أمس. ويهدف برنامج التعاون بين البلدين إلى فتح آفاق جديدة في مجال السياحة، لا سيما في مجالات العمل على خلق علاقات دائمة بين مؤسسات التكوين والخبراء والمكونين والطلبة والسعي إلى تحقيق تقارب هام بين المتعاملين في مجال الأسفار والفندقة بغرض ترويج وتسويق منتوجات سياحية مشتركة تعرض على الأسواق العالمية. وبشأن عدد السياح الذين استقبلتهم الجزائر سنة 2011، ذكر السيد بن مرادي أن الإحصائيات تشير إلى بلوغ 3 ملايين سائح سنة 2011، معتبرا أن السياحة الأجنبية "قليلة". من جانبه، أعلن وزير السياحة التونسي، السيد إلياس الفخفاخ، أن بلاده حرصت على تقديم "تسهيلات لعبور الجزائريين إلى تونس" لقضاء عطلتهم الصيفية في أحسن الظروف، ويبرز ذلك من خلال "التوجيهات" المتعلقة بمعاملة السائح الجزائري على قدم المساواة مع السائح التونسي. كما تمت تهيئة المعبر الحدودي بين البلدين وضمان مرافق الراحة للسياح الجزائريين على مستوى هذا المعبر، علما أن 90 بالمائة من الجزائريين يختارون السفر برا إلى تونس. وحسب السيد الفخفاخ، تم إحصاء إلى غاية سبتمبر من السنة الجارية حوالي 700 ألف سائح جزائري، أي بزيادة 31,6 بالمائة مقارنة بسنة 2011، فيما تجاوز عددهم سنة 2010 المليون سائح.