أعلنت بنظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة رفضها للإجراء الذي اتخذه الرئيس برويز مشرف بتشكيل حكومة انتقالية تتولى مهمة تنظيم الانتخابات التشريعية المقررة قبل التاسع جانفي المقبل· وقالت بوتو في أول ندوة صحفية نشطتها، أمس، بمدينة لاهور مباشرة بعد رفع الإقامة الجبرية عنها حيث قضت ثلاثة أيام أن الحكومة الإنتقالية هي امتداد للرابطة الإسلامية الباكستانية حزب الرئيس مشرف مما يجعلها غير مقبولة· وأضافت بوتو التي تحولت من حليف محتمل للجنرال مشرف الى خصم عنيد له "إننا لن نتحدث مع الديكتاتوريين واستراتجيتنا تهدف الى إعادة إرساء الديمقراطية في البلاد" في تأكيد على رغبتها في الإطاحة بنظام الرئيس مشرف· وكان هذا الأخير عين أمس محمد ميان سومرو رئيس البرلمان الذي حل نهاية الأسبوع في وقته المحدد تحضيرا لإجراء الانتخابات التشريعية على رأس الحكومة المؤقتة خلفا لشوكت عزيز· وإن كان اختيار سومرو لتولي هذا المنصب في هذا الوقت بالتحديد يطرح بعض التساؤلات، إلا أن بعض المحللين يعتبرون أن اختيار رئيس الوزراء الجديد لا يشكل أهمية كبيرة من منطلق أن الجنرال مشرف يحتكر كل السلطات في البلاد· غير أن إصرار الرئيس مشرف على تشكيل الحكومة المؤقتة لتولي تنظيم الإنتخابات التشريعية رغم الضغوط الأجنبية برفع حالة الطوارئ جاء ليؤكد ما كان يتردد حول وجود خلافات حادة بين النظام الحالي في باكستان وتخلي واشنطن عن دعم الرئيس مشرف وتبنيها لورقة بنظير بوتو· وجاء تصريح رئيس الحكومة المنتهية عهدته، شوكت عزيز، بتوجيه انتقادات ضمنية للولايات المتحدة وتأكيده أن بلاده لا تقبل إملاءات من واشنطن ليؤكد القطيعة الحاصلة بين نظام الجنرال مشرف وإدارة الرئيس بوش· وكانت واشنطن دعت مرارا الرئيس الباكستاني حليفها الرئيسي في حربها على الإرهاب باستكمال العملية الديمقراطية في باكستان ورفع حالة الطوارئ من منطلق تخوفها من تحول هذا البلد الى أفغانستان آخر، في حال الإطاحة بنظام الجنرال مشرف وتولي أطراف أخرى ذات التوجه الإسلامي الحكم· تخوف وجد مصداقيته في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي قال إن الرئيس مشرف يعتبر من أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر لكنه يجب أن يتخلى عن قيادة الجيش ويرفع حالة الطوارئ السارية المفعول منذ بداية الشهر الجاري· وتقاطعت تصريحات غيتس مع أخرى أدلى بها مسؤولون أمريكيون بضرورة تحمل الجنرال مشرف لمسؤولياته حول استكمال العملية السياسية في البلاد وإجراء انتخابات تشريعية ورفع حالة الطوارئ·