تحركت واشنطن بداية هذا الأسبوع باتجاه سعيها للاضطلاع عن قرب بالأزمة السياسية الراهنة في باكستان والتي أثارتها فرض حالة الطوارئ في البلاد· وضمن هذا المسعى عقد أمس جون نيغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية اجتماعا مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف حثه على رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح الناشطين السياسيين والعمل على اجراء انتخابات حرة ونزيهة· وكان جون نيغروبونتي حل بالعاصمة اسلام أباد مساء أول أمس في زيارة تدوم يومين هدفها نقل الاملاءات الأمريكية للرئيس مشرف الذي يبدو أنه رفض الرضوخ لهذه الضغوطات· فقد كشفت مصادر ديبلوماسية أنه مقابل الرسالة الأمريكية التي حملها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية حول قلق بلاده من الوضع السائد في باكستان، فإن الرئيس مشرف أبلغ المسؤول الأمريكي برسالة مفادها ان حالة الطورئ ضرورية لاجراء انتخابات سلمية· وقال الناطق باسم الرئيس الباكستاني إن هذا الأخير قال بوضوح للمبعوث الأمريكي ان حالة الطوارئ لايمكن رفعها الا عندما يتم التأكد من تحسن الوضع الأمني في البلاد· وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت أمس أن الرئيس الباكستاني رفض تحديد موعد لرفع حالة الطوارئ التي فرضها في البلاد منذ الثالث نوفمبر الجاري، مؤكدا في السياق نفسه التزامه بإرساء الديمقراطية في باكستان· وقال الرئيس مشرف في تصريحه للصحيفة ان كنت ديكتاتورا فلا أعرف من أي نوع وأضاف أؤمن بالديمقراطية وقمت بتكريسها في باكستان·· وتأتي تصريحات الرئيس الباكستاني في سياق رده على الانتقادات اللاذعة التي وجهته له جهات متعددة داخلية وخارجية والتي طالبته برفع حالة الطوارئ واستكمال العملية الديمقراطية بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد وخارج اطار حالة الطوارئ· غير أنه وإن رضخ الى بعض الضغوط الخارجية وفي مقدمتها الأمريكية بإعلانه تنظيم الانتخابات قبل التاسع جانفي المقبل الا أنه بقي متمسكا بفرض حالة الطوارئ وهو ما جعل علاقته الوطيدة مع ادارة الرئيس بوش تتأثر باتجاه امكانية تخلي واشنطن عن أهم حلفائها في حربها على الارهاب في المنطقة وتحول الاهتمام باتجاه رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو· وكانت مصادر رسمية أكدت أن رسالة جون نيغروبوتي الى الرئيس مشرف ستكون قوية من منطلق أن الولاياتالمتحدة قد تعيد النظر في كل مساعداتها لباكستان بما في ذلك المساعدة العسكرية· وكانت بوتو طالبت واشنطن بتعليق مساعدتها للباكستان للضغط على الرئيس مشرف لرفع حالة الطوارئ والعودة الى الديمقراطية