أكدت جبهة البوليزاريو أنها دمرت منذ العام 2005 أزيد من 10 آلاف لغم مضاد للأشخاص بالجزء المحرر من أراضي الصحراء الغربية. وقال ليمام محمد علي، ممثل جبهة البوليزاريو في المملكة المتحدة، أول أمس، إن الجمهورية العربية الصحراوية انضمت منذ العام 2005 إلى إعلان جنيف، الذي يمثل معاهدة تستنكر استخدام واقتناء وإنتاج ونقل الألغام ضد الأشخاص. وتشجع هذه المعاهدة، إضافة إلى ذلك، عمليات نزع الألغام من الحقول المزروعة بها ومساعدة ضحايا هذه الألغام، التي تعرف ب "القاتل الصامت". وأعلنت السلطات الصحراوية التزامها بمعاهدة أوتاوا حول تحريم الألغام المضادة للأشخاص في وقت يستمر المغرب في زرعها في الأراضي الصحراوية. وهو ما جعل المسؤول الصحراوي يؤكد أن "زرع أزيد من 5 ملايين لغم على طول جدار العار يعد جريمة ضد الإنسانية نظرا للنتائج الوخيمة التي تنجر عنها من قتلى ومعاقين مدى الحياة"، مشيدا بالاهتمام الذي أولاه نواب البرلمان البريطاني لأول مرة لهذه المسألة. ويأتي إعلان البوليزاربو في الوقت الذي أكد فيه ستيفن سميت، رئيس المنظمة غير الحكومية "العمل ضد العنف المسلح"، أن الصحراء الغربية تعد أكثر مناطق العالم التي تنتشر فيها الألغام المضادة للأفراد. وقال إن ما لا يقل عن 2500 شخص تضرروا بسبب هذه الألغام مما يتطلب القيام بعمل كبير نظرا لخطورة هذه الظاهرة بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالتكفل بضحاياها. واستدعى البرلمان البريطاني منظمة "العمل ضد العنف المسلح"، التي تنشط في مجال نزع الألغام ومساعدة ضحاياها في العالم لإثارة وضع الصحراء الغربية. ويهدف اللقاء إلى عرض تجربة هذه المنظمة غير الحكومية في مجال تدمير الألغام بالأراضي الصحراوية المحررة من قبل جبهة البوليزاريو. وتابع العرض نواب عن كل الأحزاب السياسية وأعضاء من وزارة الخارجية البريطانية ومنظمات غير حكومية بريطانية. في السياق، أكد سميث أن منظمته شرعت في عملية نزع الألغام سنة 2006 بالتعاون مع جبهة البوليزاريو وتنوي بلوغ هدفين هما إحصاء الحقول التي بها ألغام وتشكل خطرا على السكان الصحراويين والشروع في مرحلة ثانية في نزع هذه الألغام بفضل الفرق المختصة الموجودة ميدانيا. كما تم خلال اللقاء التطرق إلى المشاركة الفاعلة للسكان الصحراويين في عملية نزع الألغام، حيث أعرب المشاركون عن ارتياحهم لهذه المبادرة مشيدين بدور المرأة الصحراوية، التي تشارك إلى جانب الرجل في الكفاح من أجل الاستقلال. من جهة أخرى، أعلن نايف مبارك صالح الشيخ، رئيس مركز مأرب اليمني لحقوق الإنسان، لدى وجوده بالجزائر العاصمة، أنه سيتم تأسيس "مركز قومي يمني" ليكون بمثابة آلية مشتركة للمجتمع المدني في بلاده بغرض "دعم كفاح الشعب الصحراوي المتمسك بحقه المشروع في تقرير مصيره". وقال نايف، الذي قاد وفد الجمعية اليمنية للأخوة والتضامن مع الشعب الصحراوي، خلال لقائه مع القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، إن هذا المركز القومي سيسمح ب "تسهيل الدعم وجمع التبرعات للشعب الصحراوي الذي عانى لسنوات عديدة من ويلات الاحتلال المغربي لأراضيه".