يدل الاقبال الكبير للوفود الاقتصادية على الجزائر على الاهتمام بالسوق الجزائرية التي تعززت جاذبيتها باهمية الورشات التي تم اطلاقها في اطار مخطط التنمية 2010 /2014 سيما في مجال البناء. و تتواجد عدة وفود حاليا بالجزائر العاصمة حيث تم اليوم الاثنين توقيع بروتوكول شراكة بين الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين و الكونفدرالية الاستوريز للبناء (اسبانيا).و باشرت عشر مؤسسات جزائرية للبناء يوم الاحد مفاوضات مع متعاملين اسبان في مجال البناء و الاشغال العمومية لانشاء شركات مختلطة ستقوم بانجاز حوالي 50 الف سكن في الجزائر في افق 2014 طبقا لاتفاق اطار وقعه في شهر نوفمبر الفارط وزير السكن و العمران عبد المجيد تبون و كاتب الدولة الاسباني للتجهيز و النقل و الاسكان السيد رافائيل كاتالو بولو.و حسب حسبلاوي محفوظ من شركة تسيير المساهمات-انجاب ان "المفاوضات قد تتوج بتوقيع ما بين 3 و 4 بروتوكولات اتفاقات كما ان الشركات المختطة ستبدأ نشاطها في اخر شهر ديسمبر 2012 او بداية شهر جانفي 2013".و باشرت الوكالة الوطنية لضبط العقار مفاوضات مع شريك اسباني من اجل انشاء شركة مشاريع مكلفة بالاشراف على تهيئة مناطق صناعية جديدة حسب مديرة الوكالة السيدة حسيبة مقراوي.و تم تخصيص 30 مليار دج في اطار سنتي 2011 و 2012 لتهيئة مناطق نشاطات و 88 مليار دج لانشاء 42 منطقة صناعية.و علاوة على الاسبان يوجد حاليا بالجزائر وفد من رجال الاعمال الامريكيين يمثلون 12 مؤسسة تنشط في مجال السكن للتفاوض حول انجاز جزء من برنامج السكنات العمومية بالشراكة مع متعاملين جزائريين.و يركز مديرو المؤسسات الامريكية على القيمة المضافة لهذه الشراكة التي تكمن حسبهم في تحكمهم في تسيير المشاريع سيما فيما يخص احترام الاجال و التكلفة و انواع مواد البناء المطلوبة.و اكد ممثل مجمع تيكون كورت اندرسون امس الاحد امام المسؤولين الجزائريين "اننا جد متحمسين للعمل في الجزائر و مساعدة البلاد على انجاز مشاريع طموحة".و كذا الشان بالنسبة للبرتغاليين بحيث تم توقيع في شهر اكتوبر الماضي في الجزائر العاصمة بروتوكول اتفاق جزائري-برتغالي يتعلق بانشاء شركات مختلطة لانجاز عدة مشاريع سكنات عمومية و تجهيزات مرافقة.و سيمسح هذا البروتوكول الذي وقع خلال زيارة كاتب الدولة البرتغالي المكلف بالاقتصاد و التنمية الجهوية انطونيو الميدا هنريكي لكبريات الشركات البرتغالية الناشطة في مجال السكن بالاستقرار في الجزائر و تحويل المهارات من خلال شركات مختلطة.و عليه فان الطرف الجزائري الممثل بشركة تسيير المساهمات "انجاب" سيشترك بنسبة 51 بالمئة في رأسمال هذه الشركات المختلطة مع مؤسسات رائدة في البرتغال و المعروفة بخدماتها الجيدة في مجال نوعية البناء و أجال الانجاز.و ستتكفل هذه الشركات المختلطة بحصة "هامة نسبيا" في مشاريع السكنات العمومية في اطار البرنامج الحكومي المسطر لهذا الغرض.و قد خصصت حصة قوامها 50000 وحدة سكنية على أقل تقدير لهذه المؤسسات الجديدة و يتعلق الامر خصوصا بانجاز أجزاء من المدن الجديدة لاسيما بمدينة سيدي عبد الله بالجزائر العاصمة.و بهذه المناسبة صرح وزير السكن عبد المجيد تبون أن الأمر يتعلق ب "التزام مشترك من الجانبين لانجاز أكبر قدر من المشاريع السكنية في شكل مدن صغيرة من 3000 الى 5000 وحدة سكنية مزودة بكل تجهيزات المرافقة لاسيما المؤسسات التعليمية و الصحة و الأمن".ما توجد بالجزائر شركات صينية و تركية و مصرية مختصة في مجال انجاز السكن.و كان وزير السكن و العمران قد أكد مؤخرا على ضرورة اللجوء الى المؤسسات الأجنبية من أجل انجاز سكنات علما أن الجزائر تشهد عجزا بحوالي 120000 وحدة سنويا.كما أشار الوزير الى "ان برنامجنا يهدف الى انجاز 200000 وحدة سنويا في حين لا تتعدى قدراتنا 80000 وحدة مما يحتم علينا اللجوء الى الاجانب من خلال شراكة تسمح كذلك بنقل المهارات و تكوين شبابنا".في هذا الصدد دعا المؤسسات الخاصة الى الدخول أكثر في شراكات مع مجمعات الانجاز الاجنبية المهتمة بالسوق الجزائرية. تابع تبون يقول ان "برنامجنا الحالي يرمي الى تدارك التاخر المتراكم خلال السنوات الماضية".كما أوضح تبون أن الجهود ستكون مكثفة بما أنه من المقرر تسليم 2ر1 مليون وحدة سكنية في سنة 2014 مع وتيرة انجاز حوالي 270000 وحدة ابتداء من سنة 2012 .