في وقت يسجل القطاع عجزا يقدر ب 120 ألف وحدة سنويا يشير الاهتمام المتزايد لكبريات المجمعات و الشركات الأوروبية و الأمريكية في الآونة الأخيرة بمشاريع الاستثمار في الجزائر إلى تيقن المتعاملين الأجانب بربحية و جدوى المشاريع المرتقب الظفر بها من ضمن ورشات مخطط التنمية 2010- 2014 ، خصوصا تلك المعلنة في قطاع البناء و المنشآت و البنى و الهياكل القاعدية .و تتواجد حاليا عدة وفود و بعثات اقتصادية بالجزائر في محيط تطبعه التنافسية بين الشركات الأوروبية و الأمريكية و الصينية و حتى التركية و مجمعات خليجية و شرق أوسطية بشكل عام . و باشرت 10 مجمعات جزائرية للبناء و الانجاز منذ مطلع الأسبوع الجاري مفاوضات مع متعاملين أسبان و أمريكان و سبقتها مفاوضات مماثلة مع متعاملين مالطيين و فرنسيين خلال زيارة رافاران الأخيرة و مع ممثلي بعثة عمال السعوديين و البولونيين لتباحث مشاريع شراكة في مجال البناء و الأشغال العمومية و هما القطاعين الذين استأثرا بحصة الأسد في مخصصات الميزانية العامة للبلاد للسنة 2013.
الأسبان أوفر حظا
ومن بين المشاريع التي تم حسمها بشكل شبه نهائي نجد اتفاق الجزائري الاسباني لإنشاء شركات مختلطة تقوم بانجاز حوالي 50 ألف سكن في مرحلة أولى .و حسب مصدر في شركة تسيير المساهمات – "انجاب " فأنه يرتقب توقيع ما بين 3 و 4 بروتوكولات في هذا الاتجاه كما أن الشركات المختطة ستبدأ نشاطها في آخر هذا الشهر أو مطلع العام المقبل على أقصى تقدير .من جهتها باشرت الوكالة الوطنية للضبط العقاري في مفاوضات مع شريك اسباني من اجل إنشاء شركة مشاريع مكلفة بالإشراف على تهيئة مناطق صناعية جديدة .و سبق للوكالة أن أعلنت عن تخصيص 30 مليار دينار لبرنامج سنتي 2011 و 2012 لتهيئة مناطق نشاطات و 88 مليار دينار لإنشاء 42 منطقة صناعية.
الأمريكان يراهنون على الجودة و البناءات المضادة للزلازل
موازاة و البعثة الاسبانية يتواجد وفد من رجال الأعمال الأمريكيين من منطقة كاليفورنيا يمثلون 12 مؤسسة تنشط في مجال السكن للتفاوض حول انجاز جزء من برنامج السكنات العمومية بالشراكة مع متعاملين جزائريين.و يركز مديرو المؤسسات الأمريكية على القيمة المضافة لهذه الشراكة التي تكمن حسبهم في تحكمهم في تسيير المشاريع سيما فيما يخص احترام آجال التسليم و التكلفة و أنواع مواد البناء المطلوبة لتقديم منتجات ذات جودة و تحترم مقاييس البناءات المضادة للزلازل".و قال ممثل مجمع "تيكون كورت اندرسون" في حديثه للمثلي وزارة السكن "اننا جد متحمسين للعمل في الجزائر و مساعدة البلاد على انجاز مشاريع طموحة" .
الشركات البرتغالية تبحث أيضا عن حصة من مشاريع الجزائر
و على غرار طموح الأمريكان ، يسجل ايضا نفس الرغبة لدى المتعاملين البرتغاليين بحيث تم توقيع في شهر اكتوبر الماضي في الجزائر العاصمة بروتوكول اتفاق جزائري-برتغالي يتعلق بإنشاء شركات مختلطة لانجاز عدة مشاريع سكنات عمومية و تجهيزات مرافقة.و سيمسح هذا البروتوكول الذي وقع خلال زيارة كاتب الدولة البرتغالي المكلف بالاقتصاد و التنمية الجهوية انطونيو الميدا هنريكي لكبريات الشركات البرتغالية الناشطة في مجال السكن بالاستقرار في الجزائر و تحويل المهارات من خلال شركات مختلطة.و ستشترك شركة تسيير المساهمات "انجاب" بنسبة 51 بالمائة في رأسمال هذه الشركات المختلطة مع مؤسسات رائدة في البرتغال و المعروفة بخدماتها الجيدة في مجال نوعية البناء و أجال الانجاز.و ستتكفل هذه الشركات المختلطة بحصة "هامة نسبيا" في مشاريع السكنات العمومية في إطار البرنامج الحكومي المسطر لهذا الغرض.و قد خصصت حصة قوامها 50000 وحدة سكنية على أقل تقدير لهذه المؤسسات الجديدة و يتعلق الأمر خصوصا بانجاز أجزاء من المدن الجديدة لاسيما بمدينة سيدي عبد الله بالجزائر العاصمة.كما تبحث وفود عن شركات صينية و تركية و مصرية مختصة في مجال انجاز السكن مشاريع شراكة في الجزائر .
تبون : الشركات الخاصة مدعوة لتكثيف شراكاتها مع الأجانب
و كان وزير السكن و العمران قد أكد مؤخرا على ضرورة اللجوء الى المؤسسات الأجنبية من أجل انجاز سكنات علما أن الجزائر تشهد عجزا بحوالي 120 ألف وحدة سكنية سنويا، لهذا شدد وزير السكن و العمران عبد المجيد تبون على ضرورة تحفيز المؤسسات الخاصة إلى الدخول أكثر في شراكات مع مجمعات الانجاز الأجنبية المهتمة بالسوق الجزائرية لتغطية هذا العجز المتراكم خلال السنوات الماضية.و أوضح تبون أن الجهود ستكون مكثفة بما أنه من المقرر تسليم 1.2مليون وحدة سكنية في سنة 2014 مع وتيرة انجاز حوالي 270 ألف وحدة ابتداء من سنة 2012.