دعا المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغاني هامل، إلى بذل المزيد من الجهود الأمنية واللوجستية في مواجهة مختلف تحديات الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والحدود، باعتبارها الهاجس الرئيسي الذي تواجهه الشرطة الجزائرية والعربية على حد سواء. منوّها بالتقدم الكبير الذي بلغه جهاز الأمن الوطني في تحقيق الأمن العمومي ومحاربة الجريمة بمختلف أنواعها. وأكد اللواء هامل في كلمة له قرأها نيابة عنه مدير المصلحة المركزية لخلية الاتصال، السيد جيلالي بودالية، بمناسبة الاحتفال، أمس، بيوم الشرطة العربية المصادف ليوم 18 ديسمبر من كل سنة الذي جرت فعالياته بمقر المدرسة العليا للشرطة ب«شاطوناف“ بحضور قيادات وإطارات المؤسسات الأمنية، أن واقع الجريمة المنظمة وظاهرة الارهاب على وجه الخصوص أضحت اليوم في ظل العولمة وما تمخّض عنها من انعكاسات خطيرة على الأمن العام مناخا ملائما لمختلف الشبكات الإجرامية عبر العالم ساعد على تسهيل حركتها وتنقلها بالعديد من الدول بما فيها منطقة الساحل. وهو ما يتطلب تعاملا أمنيا خاصا مع هذه الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة في ظل الحراك الكبير الذي يميز المنطقة جراء ما يعرف بإفرازات „الربيع العربي“. وأوضح أن التبادلات المعلوماتية التي أزالت مفهوم الحدود سهلت لشبكات الإجرام تنفيذ جرائمها المتمثلة في الارهاب والجرائم المعلوماتية والفساد والاتجار بالمخدرات والبشر والأعضاء البشرية..وغيرها. وقال المدير العام للأمن الوطني بالمناسبة، : „إن إحياء الجزائر لعيد الشرطة العربية جاء في ظل وضع عربي تميزه تحديات أمنية كبرى تستدعي من الأجهزة الأمنية العربية أكثر من أي وقت مضى مضاعفة تنسيق جهودها فيما بينها بتبني إجراءات ملموسة وفعالة تكون في مستوى حجم هذه التحديات“. معتبرا أن إحياء هذا اليوم يعد احتفالا بالانجازات المحققة بفضل التضحيات الجسام التي تقدمها الشرطة الجزائرية في سبيل أداء مهامها ومسؤولياتها سعيا منها لضمان أمن الوطن والمواطن. وخير دليل على ذلك ما حققته الشرطة الجزائرية خلال المؤتمر ال36 لقادة الشرطة العرب المنعقد مؤخرا بالجزائر. كما اعتبر أنه انطلاقا من قناعة الدولة الجزائرية فالوصول الى أمن عربي مشترك لن يتأتى إلا بفضل نجاعة وفعالية أجهزة الشرطة في كل دولة عربية، موضحا „أن الجزائر تعمل جاهدة على التطوير المستمر لجهازها الأمني بتخصيص اعتمادات مالية معتبرة ووسائل وإمكانيات لوجيستية ومعلوماتية، بما يضمن الاعتماد على مهنية أعوانه في عملهم الجواري الهادف لتقريب الشرطة من المواطن“. وذكر المتحدث أن الجزائر عمدت إلى إرساء خطة متكاملة لتطوير جهاز الشرطة وزيادة قدراته العلمياتية والارتقاء به إلى مصاف المؤسسات الأمنية الفاعلة، وفق مجموعة من البرامج المدروسة المتعلقة أساسا بتطوير هيكلة المصالح الأمنية بما يسمح بتنسيق أكبر في التغطية الأمنية الشاملة لربوع الوطن إلى جانب عصرنة الوسائل وتزويد المؤسسات الأمنية بالمعدات التكنولوجية الحديثة. ومن جهة أخرى، أوضح مسؤول جهاز الأمن الوطني أن المديرية العامة اعتمدت على سياسة التكوين النوعي في ترقية وعصرنة أداء عناصر الشرطة وضمان تفتحها على العالم التقني والعلمي، كون ذلك من بين الأولويات التي سطرتها القيادة العامة. إلى جانب التخصيص المستمر للبرامج التأهيلية والتحديث الدائم للطرق والمناهج العلمية التي ترتكز بالأساس على اتباع أحدث الطرق في مجال إدارة الموارد البشرية وتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لمستخدمي الشرطة وترقيتها على ضوء القانون الأساسي. وحثّ المسؤول في هذا السياق، كافة أعوان ومستخدمي جهاز الشرطة بمختلف رتبهم على السهر على بذل المزيد من الجهود والمثابرة أكثر لأداء المهام الموكلة إليهم بكل إخلاص وتفان ووفاء، مشجعا الجميع على الصمود في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة بدون هوادة. كما أعرب عن رضاه الكبير في إطار هذه المناسبة بالجهود المبذولة لعناصر الأمن الوطني بفضل عملهم الدؤوب ويقظتهم الدائمة في الميدان باعتبار أن الاعتناء بالعنصر البشري يظل من الأولويات الدائمة من حيث التأهيل في المسار المهني وإعداد رجال قادرين على تحمل مسؤولياتهم الموكلة إليهم. وبدوره، أكد المدير العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدكتور محمد بن علي كومان، في كلمة قرأها نيابة عنه رئيس مكتب التعاون الدولي عميد أول للشرطة السيد رابح مزنار أن أهمية إحياء يوم الشرطة العربية تأتي كونه يتزامن مع تزايد التهديدات والمخاطر الأمنية الناجمة عن تفاقم موجة الاجرام التي تميّز سائر دول العالم لاسيما العربية. معتبرا أن ظاهرة الارهاب العابرة للحدود تبقى اليوم من أخطر وأبشع ما تواجهه الدول والشعوب في كافة أرجاء المعمورة بالنظر للمآسي الكبيرة والخسائر الجسيمة التي تتسبب فيها. ودعا السيد كومان إلى ضرورة تنسيق الجهود الأمنية العربية في مواجهة هذه الظاهرة التي لا تؤمن بالدين أو الحدود أو اللغة أو العرق لاسيما في ظل انتشار التقنيات المتطورة التي سهلت للمجموعات الارهابية تنفيذ جرائمها عن بعد. واقترح المتحدث في هذا الاطار التكثيف من الدورات التدريبية المتخصصة للأجهزة الأمنية واخضاع عناصرها للرسكلة لتمكينهم من الاطلاع أكثر على أحدث الأساليب المنتهجة في مكافحة الجريمة المنظمة. وللاشارة، تم في إطار هذه المناسبة التي حضرها اطارات الأمن الوطني تكريم بعض رؤساء المصالح الجهوية للشرطة والأمن الوطني لتميزهم في تجسيد المهام الموكلة إليهم، إلى جانب تكريم بعض متقاعدي السلك. كما أشرف اللواء هامل بالمدرسة العليا بشاطوناف على الافتتاح الرسمي للطبعة ال 41 للأيام الاعلامية المفتوحة على مصالح الأمن الوطني التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني والمتزامنة هذه السنة مع الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية.