وقف العالم أجمع هذه المرة باستثناء الولاياتالمتحدة في وجهة إسرائيل لحملها على وقف أنشطتها الاستيطانية التي تعرف في الآونة الأخيرة وتيرة غير مسبوقة في رد فعل عقابي ضد الفلسطينيين بعد حصولهم على صفة الدولة المراقب غير العضو بالأممالمتحدة. وطالبت الأممالمتحدة، أمس، و14 عضوا في مجلس الأمن الدولي باستثناء الولاياتالمتحدة حكومة الاحتلال بالتراجع على مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وإيقافها فورا. وأكدت الدول الأوروبية الأربعة وهي فرنسا وبريطانيا العضوين الدائمين في مجلس الأمن إضافة إلى البرتغال وألمانيا العضوين غير الدائمين وأيضا روسيا والصين والدول الثمانية الأخرى غير دائمة العضوية في بيانات منفصلة، أن المشاريع الاستيطانية التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة غير شرعية وتهدد كل فرصة لتفعيل المفاوضات المتعلقة بتطبيق حل الدولتين واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية تتعايشان جنبا إلى جنب. كما أصدرت الدول الأوروبية الأربعة بيانا مشتركا أكدت “معارضتها الشديدة للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية” التي تعرف في الفترة الأخيرة تصاعدا جنونيا خاصة بعد إعلان فلسطين دولة مراقب غير عضو بالأممالمتحدة نهاية نوفمبر الماضي. وأشار البيان المشترك إلى أن هذه المشاريع “تبعث برسالة سلبية وتدفع إلى الشك في إرادة إسرائيل في التفاوض”، وأضاف البيان أن “المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي وتقوض الجهود الدولية الرامية لتفعيل عملية السلام وضمان حل الدولتين”. وأكد كل “النشاطات الاستيطانية بما فيها تلك التي تقام في القدسالشرقية التي يجب أن تتوقف فورا”. وبنفس درجة التنديد والاستنكار أدان السفير الهندي في مجلس الأمن الدولي هارديب سانغ بوري باسم الدول الثمانية غير دائمة العضوية بشدة المستوطنات الإسرائيلية التي أكد أنها تشكل العائق الرئيسي أمام السلام وطالب بالوقف الفوري لهذه الأنشطة الاستيطانية. وأشار السفير الهندي إلى أنه كانت هناك مناقشات داخل مجلس الأمن الدولي من أجل استصدار لائحة تدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، لكن دولة عضوا رفضت ذلك في إشارة إلى الولاياتالمتحدة الحليف التقليدي لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي. ورغم أن الإدارة الأمريكية لم تخف خيبة أملها من القرارات الإسرائيلية الأخيرة ببناء المزيد من المساكن الاستيطانية في أراضي فلسطينية من المفروض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبرت ذلك عملا استفزازيا يهدد عملية السلام فإنها رفضت القيام بأي فعل ملموس ضد إسرائيل لحملها على التخلي عن مشاريعها الاستيطانية. وليس غريبا على الولاياتالمتحدة مثل هذا الموقف الداعم لإسرائيل وهي التي فشلت طيلة السنوات الماضية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط لا لسبب إلا لأنها أبقت على انحيازها المفضوح لحكومات الاحتلال المتعاقبة على حساب حقوق شعب بأكمله اغتصبت أرضه عنوة. والمؤكد أن مجلس الأمن الدولي ورغم وجود إرادة قوية لدى أعضائه، خاصة الأوروبيين منهم في استصدار قرار قوي يدين إسرائيل فإنه سيكون عاجزا أمام الفيتو الأمريكي الرافض لأية إدانة لإسرائيل. وهو ما جعل السفير الروسي في الأممالمتحدة يطالب بعقد اجتماع طارئ للجنة الدولية الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط لبحث قضية الاستيطان في وقت أكدت فيه الصين معارضتها للبناء الاستيطاني. من جانبه، طالب الأمين العام الأممي بان كي مون إسرائيل “بعدم الاستمرار في المضي في هذا الطريق الخطير الذي يقوض كل فرصة للحوار” بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتشن حكومة الاحتلال الإسرائيلية منذ إعلان فلسطين دولة مراقبا غير عضو بالأممالمتحدة حملة استيطانية مجنونة بإعلانها في كل مرة بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وحتى بالمنطقة “ألف 1” الممنوع فيها الاستيطان في إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين.