تراجع نحو 10 مستثمرين أجانب ومحليين عن المشاركة في عملية الإستثمار في القطاع التجاري والسياحي، حيث سحبوا ملفاتهم الخاصة بعملية الإستثمار المحلي من غرفة الصناعة سيبوس بعنابة، والمتعلقة بإقامة ورشات إنتاجية ومؤسسات اقتصادية مصغرة على مستوى مناطق التوسع التجاري المتواجدة ببلديات وادي العنب، برحال وعنابة مركز. وحسب شكاوى المستثمرين واستنادا لتصريحاتهم، فإن المشكل المطروح بعنابة يتمثل في نقص الوعاء العقاري، ومن ثم الركود الشامل في ملف النشاط التجاري، الأمر الذي أدى إلى إقدام ثمانية مستثمرين منذ أشهر على غلق مؤسساتهم لأنهم تكبدوا خسائر مالية معتبرة دون تحقيق القيمة المضافة لنشاطهم الإنتاجي الذي توقف في منتصف الطريق، فيما تظل 13 ورشة أخرى مهددة بالغلق بسبب الإفلاس، وبقيت نحو 8 ورشات أخرى تعمل في إطار القطاع الخدماتي و الصناعات التقليدية، الخشب ومشتقاته، حيث توفر مناصب شغل إضافية قدرها ألف منصب عمل لطالبي الشغل بالبلديات الكبرى، على غرار الحجار، البوني وبرحال. وقد طالب وفد فرنسي خلال زيارته مؤخرا إلى ولاية عنابة في إطار توأمة بين مدينة عنابة وسنتتيان الفرنسية، بضرورة تقديم تفصيل عن وضعية الاستثمار المحلي بالولاية من أجل دراسة وضعية الورشات المتوقفة في الولاية، خاصة تلك المتواجدة في منطقة التوسع السياحي بوادي لعنب، ولم يغفل الوفد خلال معاينته للمنطقة بأنها تتوفر على إمكانيات هائلة من شأنها أن تعيد لها مستواها الإنتاجي، خاصة في القطاع التجاري، الصناعي وحتى في الإنتاج الحيواني، لأن أغلب الورشات المتوقفة تتواجد بالمناطق ذات الطابع الفلاحي و الجبلي. وفي سياق متصل، أثرت المشاريع المجمدة بعنابة عن حياة سكان وادي لعنب، برحال وحتى عين الباردة، حيث ارتفعت نسبة البطالة خاصة أمام ضعف المشاريع الإستثمارية و البرامج التنموية التي أصبحت تتركز أغلبها في وسط المدينة، فيما يبقى بطالو هذه المناطق يلهثون وراء عقود الإدماج المهني.ولاحتواء ملف المناطق الإستثمارية المجمدة في المناطق سالفة الذكر، يطالب ممثلو المجتمع المدني بعنابة، بضرورة الإفراج عن عقود الشراكة الاقتصادية، على غرار مشروع إعادة تشغيل وحدة الفلين المتوقفة عن النشاط منذ العشرية السوداء، مع إحالة نحو 3 عمال على التسريح المبكر. وعلى صعيد آخر، تطرق بعض ممثلي المجتمع المدني إلى ملف المشاريع السياحية المتواجدة على طاولة وزارة السياحة، و المتمثلة في إنجاز قرية سياحية بمنطقة سيدي سالم، لاكروب وكذا البوني، علما أن منطقة عين الصيد بعين الباردة دخلت حيز التشغيل خلال الأسبوع الماضي، وقد وفرت نحو ألف منصب عمل للبطالين بعين الباردة وما جاورها، علما أن هذه المنشأة الجديدة تتكون من عدة مرافق، منها الخدماتية و مطاعم وشركة مصغرة خاصة بالبناء، إلى جانب لواحق أخرى.