ينتظر سكان بلدية وادي لعنب النائية بولاية عنابة، منذ 20 سنة، تجسيد البرامج والمشاريع القطاعية الاستعجالية التي استفادت منها المنطقة منذ سنوات قصد تعزيز التنمية الجوارية وتحريك دواليب التنمية المعطلة وتحسين إطارهم المعيشي في ظل تزايد عدد البطالين والمعوزين، حيث تم تصنيف منطقة وادي لعنب كأفقر بلدية بولاية عنابة، باعتبار أن أغالبية السكان يقتاتون من منحة الشبكة الاجتماعية، مع إحصاء نحو ألف بطال حسب إحصائيات مكتب اليد العاملة ببلدية وادي لعنب. انتفاضة ألفين عائلة بوادي لعنب، خلال الأيام الماضية، جاءت على خلفية تحويل العديد من المشاريع التنموية إلى منطقة خرازة، لاسيما مشروع إنجاز أول ثانوية منذ الاستقلال لإنهاء معاناة التلاميذ الذين يتنقلون يوميا إلى الجارة برحال في ظروف جد قاسية لمزاولة دراستهم، إضافة إلى مشروع فتح وحدة لمصالح الحماية المدنية، وكذا مركز الأمومة المبرمج أصلا بوادي لعنب مركز. وقد طالب السكان والي عنابة بالتدخل والتحقيق في هذه المشاريع التي تطير من بين أعينهم و قد اعتبروا ذلك تجاوزا في حقهم بخصوص المشاريع المعطلة رغم رصد غلاف مالي قدره 6 ملايير سنتيم من طرف الخزينة العمومية، حيث حملوا “المير” مسؤولية تدهور ظروفهم المعيشية جراء عدم اتخاذ إجراءات ملموسة لتجسيد مخططات التنمية البلدية في مجال تجديد شبكتي التطهير ومياه الشرب لفائدة الأحياء والمداشر المعزولة، وكذا قرية ذراع الريش التي يستهلك سكانها مياه الآبار المالحة منذ سنوات بسبب شح الحنفيات وتأخر أشغال الشطر الثاني من المشروع المذكور، والمقدرة ب 640 مليون سنتيم لاتزال مجمدة لأسباب بيروقراطية، في غياب المتابعة الميدانية من طرف المجلس البلدي ،على حد تصريحات السكان المحتجين على وضعهم المزري. ويشتكي أيضا سكان بلدية وادي لعنب من غياب التهيئة عبر مختلف الأحياء وكذلك الإنارة الريفية والعمومية، حيث تم برمجة مشروع بقيمة مليار سنتيم لتجديد الشبكة دون انطلاق الأشغال، حسب رئيس البلدية الذي أرجع بدوره تأخر المخططات التنموية إلى الإجراءات الإدارية المعقدة. وقد طالب سكان المنطقة بضرورة تشغيل الوحدات الإنتاجية المتوقفة عن النشاط، وانطلاق 6 مشاريع بمنطقة التوسع التجاري لتوفير مناصب شغل دائمة للبطالين وفك العزلة المفروضة على البلدية بعد سنوات من العشرية السوداء.