دعا عمار عيلام رئيس مصلحة طب العيون بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، الى وضع شبكة للكشف المبكر عن مختلف أمراض العيون على مستوى المؤسسات الاستشفائية، وتكثيف الحملات التحسيسية لتفادي تعقيدات هذه الأمراض، خاصة منها التهاب الشبكية ومرض زرق العيون الذي يتسبب في فقدان البصر. وكشف البروفسور عيلام على هامش انعقاد المؤتمر ال11 للجمعية المتوسطية لطب العيون، عن أن «بعض أمراض فقدان البصر الراجعة إلى زرق العين لا يمكن الشفاء منها، مما يبرز أهمية الكشف المبكر عن الأمراض البصرية قصد وصف العلاج في الوقت المحدد حفاظا على عين المريض». عن مرض الساد، قال البروفيسور «ان ما يسمى بمرض الساد يعد احد أهم الأسباب المؤدية إلى فقدان البصر في الجزائر، على خلاف الاعتقاد السائد بأن مرض زرق العين هو المسؤول الأول عن فقدانه، لأن هذا الأخير يتسبب في إصابة بلورة العين حيث يتم استبدالها ببلورة اصطناعية وبالتالي يمكن الشفاء منه. مضيفا أنه يمس الأشخاص البالغين 45 سنة فما فوق. من جهتها، قالت رئيسة الجمعية الجزائرية لزرق العين، البروفسور مليكة طيار، أن مرض زرق العين يعد ثاني عامل للإصابة بفقدان البصر في الجزائر بنسبة انتشار تقدر ب 6، 4 بالمائة. مشيرة الى أن هذا النوع من المرض يتطور ببطء ويتعين على المريض إجراء كشف منتظم ابتداء من 40 سنة من خلال قياس ضغط العين وفحوصات بصرية. وفي السياق، أوضحت البروفيسور زهيدة مراد من المستشفى الجامعي الأمين دباغين، أن معالجة داء زرق العين يتم بقطرة العين وفي حال عدم استجابة المريض للأدوية يتم إجراء عملية جراحية. وأضافت المتحدثة «تجري المناقشات مع الضمان الاجتماعي لتسجيل زرق العين في خانة الأمراض المزمنة. وخص الدكتور محمد مقراني تدخله بالحديث حول التهاب الشبكية لدى المريض بالسكري، حيث قال « ان الأشخاص المصابين بداء السكري معرضون عند ارتفاع مستوى السكر في الأوعية الدموية الصغيرة للعين الى فقدان البصر «. وأكد في السياق على ضرورة الوقاية باعتبار أنها الحل الأمثل لمكافحة هذا الخلل لدى مريض السكري و ذلك من خلال احترام العلاج واتباع حمية غذائية». بينما اعتبر الدكتور شطيبي مختص في طب العيون، أن «حول العين هو داء يصيب العين ويمس 5 بالمائة من السكان الجزائريين من بينهم 60 بالمائة من شريحة الاطفال». وفي تعريفه لحول العين قال « حول العين خطأ لمحور توازي العين يؤدي الى انحرافها وتطور سلبي لها عند الطفل، من اجل هذا كان لابد من التأكيد على الاستشارة المنتظمة عندما يتعلق الأمر بالأطفال ابتداء من سن ستة أشهر». وأردف قائلا «عندما يكتشف طبيب العيون تشوها في محور العين عند الطفل فإنه يصبح من الضروري وصف نظارات وإخفاء العين غير المتضررة من أجل تقويم العين المريضة، ولأنه من الصعب لدى بعض الأطفال تقويم العين المريضة يتم اللجوء الى الجراحة من أجل تصحيح الخلل البصري». لم يغفل المختصون المشاركون في هذا اللقاء، تسليط الضوء على تمزق الشبكة الذي يعتبر هو الآخر مرضا يصيب العين، ويعود هذا المرض حسب الأطباء المختصين الى حدوث تمزق على محيط الشبكة يمكنه أن يؤدي في غياب العلاج الى تمزق الشبكة، في هذه الحالة يمكن استعمال الليزر الوقائي لعلاج الشبكة. من بين الأساليب العلاجية التي أوصى بها المشاركون في الملتقى لمواجهة بعض أمراض العيون، الجراحة الكاسرة للضوء باستعمال «لازيك»، كون هذه التقنية سهلة التطبيق وتحقق نتائج ايجابية وتستغرق مدة 30 دقيقة فقط، غير أن تكلفتها تبقى باهظة بعض الشيء بسبب غلاء هذه التجهيزات.