منيت عملية التدخل التي نفذتها قوة عسكرية فرنسية خاصة في الصومال ليلة الجمعة إلى السبت بالفشل الذريع بعد أن تمكن مقاتلو حركة الشباب المجاهدين من قتل جندي وأسر آخر في وقت لم يتم تحرير الرهينة الفرنسي الذي نفذت العملية من أجل إطلاق سراحه. وأكدت حركة الشباب المجاهدين أن أحد الجنود الفرنسيين قتل بينما أسر ثان بعد أن أصيب بجروح بليغة وتخلى عنه زملاؤه في ساحة المعركة. وبررت الحكومة الفرنسية عبر وزارتي الدفاع والخارجية هذا الفشل بإقدام حركة الشباب المجاهدين المتمردة في الصومال على اغتيال الرهينة دونيس اليكس حسب تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جون يف لو دريان أدلى بها، أمس، في العاصمة باريس. وهي المعلومة التي نفتها حركة الشباب المجاهدين وأكدت أن عميل مصالح الاستخبارات الفرنسية المحتجز لديها منذ أزيد من ثلاث سنوات يوجد في مكان آمن بعيدا عن ساحة المواجهات وأنه سيحاكم خلال اليومين القادمين. ويكون جهاز المخابرات الفرنسية قد خسر رهانه في جعل هذه العملية نموذجا لعمليات مماثلة لتحرير رهائن فرنسيين في الخارج بعد أن وجد نفسه في ورطة حقيقية وتأكد أن اللجوء للقوة العسكرية في مثل هذه العمليات الحساسة ليست مضمونة في كل الحالات. وأكدت مصادر صومالية أن سبعة عشر مسلحا من عناصر حركة الشباب المجاهدين قتلوا في هذه العملية التي وقعت في أحد الأحياء الآهلة جنوب العاصمة موقاديشو. يذكر أن قوة خاصة فرنسية نفذت عملية إنزال جوي ليلة الجمعة إلى السبت باستخدام طائرات مروحية على موقع يعتقد أن الرهينة دونيس اليكس موجود فيه منذ اختطافه في 14 جويلية 2009، لكن القوة الفرنسية الخاصة فوجئت برد فعل قوي من عناصر حركة الشباب المجاهدين وهو ما أخلط عليها حساباتها في التمكن من تحرير الرعية المختطف. ويبدو أن السلطات الفرنسية راهنت قبل خوض عمليتها العسكرية على الانتكاسة الميدانية التي منيت بها قوات حركة الشباب خلال الأشهر الأخيرة وأعطت الاعتقاد بأنها أصبحت على وشك الانهيار، لكن الرد الذي لاقته القوات الفرنسية كشف عن واقع آخر وأن الحركة المتمردة مازالت تحتفظ بكل ترسانتها وقوة الردع لمقاتليها. كما أن تزامن تنفيذ العملية مع التدخل في شمال مالي له دلالات سياسية أرادت الحكومة الفرنسية استغلالها في الدفاع عن مقارباتها التي تريد التكيف مع واقع دولي فرضته الولاياتالمتحدةالأمريكية في التعامل مع القضايا الساخنة في العالم، لكنها أخطأت التقدير هذه المرة بعد أن انتهت عملية التحرير إلى فشل ذريع. وهي إضافة لذلك ستجعل المسؤولين السياسيين والأمنيين الفرنسيين يعيدون حساباتهم في كل خططهم التي بادروا بصياغتها لتحرير الرعايا الفرنسيين المختطفين في شمال النيجر أو أولئك الذين وقعوا في أسر الجماعات الإرهابية في شمال مالي. وهو الواقع الذي أشارت إليه حركة الشباب المجاهدين في بيان لها، أمس، بعد أن توعدت فرنسا برد فعل قاس وأن المواطنين الفرنسيين سيدفعون ثمن مواقف حكومتهم غير المتزن تجاه رهائنها في الخارج.