سيعرف إنتاج الحبوب زيادة من خلال تخفيض حجم الخسائر الناجمة عن تضييع آلات الحصاد لكميات معتبرة من الحبوب تصل إلى 25 بالمائة أثناء عملية الحصاد بسبب قدمها. إذ من المنتظر أن لا يتعدى حجم هذه الخسائر 5 بالمائة مستقبلا بفضل استعمال الحاصدات الجديدة التي تنتج بولاية سيدي بلعباس بالشراكة مع مؤسسة فنلندية رائدة في هذا المجال والتي سيرتفع إنتاجها هذه السنة إلى ألف وحدة في السنة بعدما كان لا يتجاوز 500 وحدة. أكد السيد شريف رحماني، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، أن هذه الحاصدات التي تنتجها شركة ”سيمبو” الفنلندية ستمكن من رفع الإنتاج الوطني للحبوب وبالتالي التقليص من فاتورة الاستيراد التي بلغت 1.2 مليار دولار في سنة 2012، وذلك من خلال التجديد الجزئي للحظيرة الوطنية لآلات الحصد والتخلي عن الآلات القديمة التي تتسبب في ضياع كميات هائلة من الحبوب عند الحصاد تصل إلى 25 بالمائة من المنتوج المحصود، الأمر الذي يزيد من قلة الإنتاج ويرفع من حجم الاستيراد. وأشار الوزير خلال ندوة عقدها أمس بمقر وزارته بالجزائر بحضور سفيرة فنلندا بالجزائر وممثلي شركة ”سيمبو” إلى ارتفاع الطلب الوطني على آلات الحصاد والمشاكل التي يعاني منها الفلاح الجزائري نتيجة العجز المسجل في اقتناء الحاصدات وكرائها، موضحا أن مضاعفة إنتاج هذه الحاصدات الذي انطلق سنة 2010 بمنطقة سيدي بلعباس سيستجيب لهذا الطلب المتزايد ويقلل من تبعية استيراد آلات الحصاد من الخارج.من جهة أخرى، سيمكن رفع إنتاج هذه الآلات من خلق مناصب شغل جيدة بتشغيل شباب من منطقة سيدي بلعباس وبالتالي التقليل من نسبة البطالة بالمنطقة بتوظيف ما يمثل ضعف العمال الحاليين عند مضاعفة الإنتاج. وأضاف المسؤول أن هذه الشراكة خطوة إيجابية لتطوير باقي الصناعات انطلاقا من الصناعة الميكانيكية التي يعول عليها لتطوير المناولة وتوفير قطع غيار هذه الآلات محليا للتخلي عن استيرادها من الخارج مثلما كان معمولا به من قبل. وعبر الوزير عن أمله في تطوير هذه الشراكة وتوسيعها لتشمل مجال التصدير بعد تحقيق اكتفاء في السوق الوطنية، مؤكدا أهمية العمل على نقل المهارات ونقل المعرفة في مجال هذه الصناعة الميكانيكية الغنية لتطوير باقي الصناعات الفلاحية التي تحتاجها السوق الوطنية للوصول إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في المحاصيل الزراعية انطلاقا من عصرنة الآلات والمعدات.