أكد الوزير الاول، السيد عبد المالك سلال، أمس، أن الجزائر قد تقبل أن تخسر أي شيء إلا أن تخسر عزتها وكرامتها، مشددا في نفس السياق أنه عندما تساوم الجزائر في أمنها واستقرارها فهي لا تعترف بالنقاش ولا ترى من حل إلا الحزم والصرامة والتصدي للإرهاب بلا هوادة. جاء تصريح الوزير الاول هذا خلال الندوة الصحفية التي نشطها بإقامة الميثاق لعرض حصيلة عملية تحرير رهائن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الموقع الغازي لتيقنتورين بإن أمناس الاربعاء المنصرم، ليعلن من خلاله السيد سلال من جديد عن فخر الجزائريين كافة واعتزازهم بكفاءة قوات جيشهم الوطني الشعبي واحترافيته العالية التي مكنتهم من إفشال مخطط إرهابي خطير كان يستهدف أرواح الأبرياء من عمال المركب الغازي من الجزائريين والأجانب وكذا تدمير اقتصاد الجزائر، وزعزعة استقرارها، مشيرا إلى أن تشكيلة المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية والمؤلفة من أفراد من 8 جنسيات، تبين بأن هؤلاء المرتزقة والإرهابيين، الذين لم يترددوا في قتل ضحاياهم من الرهائن بوحشية وبرودة أعصاب، لم ينفع معهم التفاوض ولا النقاش، لأنهم كانوا ينوون الذهاب إلى أبعد الحدود الممكنة في تنفيذ مخططهم الإجرامي، ولذلك لم يكن هناك حل لهذا الاعتداء الذي استهدف أمن الجزائر واستقراها إلا الصرامة في التعامل. وشدد السيد سلال التأكيد على أن الجزائر التي تعرف كيف تحمي أمنها وتحافظ على استقرارها، بفضل جاهزية قواتها الأمنية وجيشها الوطني الشعبي لن تسمح بانتشار الإرهاب في أراضيها، موضحا بأنه في الوقت الذي راهن فيه البعض على جر الجزائر في مأزق وورطة كبيرة بفعل هذه العملية الجبانة، جاء الرد على الاعتداء سريعا وبالإمكانيات المناسبة من قبل فرق القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي، بإشراف من القيادة العسكرية للناحية المعنية، وبمتابعة مستمرة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكافة المسؤولين المعنيين، مع التكفل بربط اتصالات منتظمة ومستمرة بكافة الدول التي ينحدر منها الرعايا الأجانب العاملون بالموقع الغازي لإيفادهم بكل المعلومات اللازمة حول سير العملية وتطوراتها. واستغرب الوزير الأول تصريحات بعض المسؤولين من العواصم الخارجية التي انتقدت سرعة تنفيذ الهجوم الاول من قبل القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي لتحرير رهائن قاعدة الحياة التابعة للمركب الغازي، مؤكدا بأن الهجوم كان يشرف عليه قادة عسكريون لهم كل الخبرة لتحديد الوقت الملائم للتدخل وفق ما تمليه المعطيات المستقاة من الميدان، مقدرا بأن هذا التدخل كانت له نسبة نجاح معتبرة، فيما شدد في تعقيبه عن بعض التعاليق التي رأت بأنه كان بالإمكان محاولة التفاوض مع المجموعة الإرهابية، على أنه ينبغي أن يفهم هؤلاء وتفهم كل المجموعة الدولية بأن أمر هذه التنظيمات لا يرتبط بالإسلام مثلما يردده الكثيرون، وإنما الأمر يتعلق بإرهابيين ومرتزقة، قاموا باغتيال الرهائن بطريقة وحشية وجاءوا ليدمروا الاقتصاد الجزائري.