استنجد المجلس الجديد لبلدية القصبة بوالي العاصمة، التدخل عاجلا لإيجاد حل لقضية السكنات المهددة بالانهيار، والتي وصل عددها إلى أزيد من 142 بناية، حيث أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على السكان، في الوقت الذي ألزمت فيه مديرية السكن لولاية الجزائر مصالح المراقبة التقنية بإعادة تصنيفها من جديد، ورفضت ذات المصالح الاستمرار في العمل قبل الحصول على مستحقاتها المالية العالقة، بعد ما قامت بإعادة تصنيف ما لا يقل عن 21 بناية، الأمر الذي وضع المجلس الجديد في مأزق أمام انتفاضة السكان اللذين طالبوا بالترحيل عاجلا إلى سكنات لائقة أو إعادة ترميم بناياتهم القديمة قبل وقوع ما لا تحمد عقباه. وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس بلدية القصبة خلال لقائه مع ”المساء”، أن المجلس الجديد وضع بين المطرقة والسندان، لعدم قدرته على دفع المستحقات المالية الخاصة بمصلحة المراقبة التقنية للبناء، على الرغم من توفر السيولة المالية، لكن من الناحية القانونية، لا تقدر البلدية على صرف المستحقات الخاصة به، إلى غاية إنهاء مجلس المحاسبة من عملية جرد كل المداولات التي قام بها المجلس السابق، مما سيعطل من عملية الترميم. وأضاف المسؤول أن مصالح المراقبة التقنية شرعت خلال سنة 2007 في عملية تصنيف البناية المهددة بالانهيار، حيث وصل عددها إلى حوالي 142 بناية، وتمكنت من تصنيف 21 بناية آيلة للسقوط تقطن بها حوالي 122 عائلة، غير أن نفس المصالح توقفت عن العمل لعدم حصولها على مستحقاتها المالية، بسبب انسداد المجلس خلال تلك الفترة، مما صعب من عملية استكمال التصنيف والمراقبة، وكذا إحصاء العائلات القاطنة في البنايات المتبقية لترحيلها إلى سكنات لائقة، حتى تتمكن مصالح مديرية الثقافة من إعادة ترميمها، باعتبارها المسؤولة عن عملية الترميم في إطار الحفاظ على القطاع المحفوظ. وأضاف المصدر أن المجلس الشعبي البلدي الجديد، راسل ولاية الجزائر عن طريق الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي للتكفل بالعائلات المعنية، غير أن مديرية السكن أمرت بإعادة تصنيف كل البنايات، وهي العملية التي تم تجميدها من قبل مصالح المراقبة التقنية التي طالبت بديونها المتراكمة على البلدية. ودعا المجلس البلدي الجديد إلى التدخل العاجل لوالي العاصمة لإيجاد حل عاجل لهذا المأزق الذي يتخبط فيه المجلس في بداية عهدته المحلية، موضحا أن حياة العديد من سكان البناية محفوفة بالخطر، خاصة وأن البنايات لم تعد قادرة على التحمل أكثر، بسبب نسيجها العمراني القديم، فضلا عن الكوارث الطبيعية التي توالت على العاصمة، فيما ستزداد الأمور تعقيدا بعد تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلال فصل الشتاء الحالي.