لقي المعرض الذي نظمه متحف الآثار، على هامش الملتقى المنعقد بحر الأسبوع المنصرم بجامعة بوزريعة حول الآثار ودورها في كتابة التاريخ، توافد أعداد كبيرة من الطلاب والأساتذة للاطلاع على ما تحويه الجزائر من آثار تم اكتشافها، والوقوف عند الورشات المنظمة حول كيفية ترميم وصيانة بعض ”اللقى” والتحف الأثرية. وحول أهمية المعرض والغرض منه، تحدثت ”المساء” إلى الدكتور عبد الكريم عزوق مدير معهد الآثار في هذه الأسطر. المعرض الذي جاء تحت عنوان ”معرض للذاكرة” يهدف إلى الكشف عن مختلف المواقع الأثرية، للتعريف ببعض التحف الفنية التي يعود اكتشافها إلى مختلف الحقب التاريخية التي تعاقبت على الجزائر، يقول عبد الكريم عزوق في حديثه ل"المساء”، ويضيف؛ ”ارتأينا تنظيم هذا المعرض لتعريف الشريحة الطلابية لما للآثار من أهمية في كتابة التاريخ، على اعتبار أنها مصادر حية ومادة خام تقدم للباحث لينتج معرفة علمية من جهة، وإعطاء صورة حول طريقة عمل طلاب المعهد في المواقع الأثرية، من خلال الورشات التطبيقية الحية التي عرضوا فيها كيفيات ترميم وصيانة بعض التحف الأثرية التي تم العثور عليها ببعض المواقع الأثرية من ناحية أخرى، كما تضمّن المعرض ”بعض الرسائل الجامعية التي تمت مناقشتها على مستوى معهد الآثار، وبعض المؤلفات العلمية للأساتذة، ناهيك عن عرض بعض اللوحات الإشهارية التي تحاكي عديد المواقع الأثرية المكتشفة التي ساهمت في بناء تاريخ الجزائر الحضاري”. وحول التحديات التي تواجه المواقع الأثرية في الجزائر، جاء على لسان محدثنا أن الإشكالية التي تطرح اليوم بالجزائر تتمثل في كيفية المحافظة على المعالم الأثرية، إذ يعتقد البعض أن المسؤولية تتحملها وزارة الثقافة، على اعتبار أنها الجهة الوصية، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن حماية المواقع الأثرية مسؤولية يتقاسمها المجتمع المدني ككل، لذا ينبغي التحسيس بأهمية حماية الهوية والذاكرة الوطنية، بعقد ملتقيات وندوات علمية تسلط الضوء على ضرورة العناية بالمعالم الأثرية التي تزخر بها الجزائر. وحول أكثر المواقع الأثرية التي تحتاج إلى العناية، قال محدثنا؛ إن كل المواقع الأثرية في الجزائر بحاجة ماسة إلى الصيانة، الترميم والتهيئة، وبالتالي لا حاجة للحديث عن أهميتها في ترقية السياحة، كون المواقع الأثرية بالجزائر تفتقر لفنادق، محلات، مقاهي، ومرشدين سياحيين مختصين في علم الآثار، لذا ينبغي أن تتجه الجهود في الجزائر إلى الاهتمام أكثر بالمعالم الأثرية، لما لها من أهمية في التنمية الوطنية، فعلى سبيل المثال، الاهتمام بموقع أثري في ولاية معينة، من شأنه فك العزلة عن القرى المجاورة لها، كما أنه يفتح المجال واسعا لتشغيل الشباب بتأمينه لمناصب عمل في الفندقة، الإطعام والصناعات التقليدية. تملك الجزائر رصيدا حضاريا ثريا ومتنوعا في مجال الآثار، كما يؤكد مدير معهد الآثار، إذ يقول؛ ”معظم آثار الجزائر لا تزال مخفية في باطن الأرض، وما أحوجنا لاكتشافها، ومن هنا أفتح المجال قصد توجيه دعوة للتكثيف من الحفريات التي تعد على أصابع اليد بالجزائر لأهميتها، فالآثار تعد بمثابة براهين مادية يبني عليها المؤرخ أقواله، ومن ثمة يساهم في الكشف عن المزيد من الحقائق التاريخية عن الجزائر.