تدعم المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، بهبة تتمثل في عدد من المراجع العلمية تقدر ب346 مرجعا للمختصة في علم الإنسان، الفرنسية جيرمان تيون، تضم مجموعة من الوثائق والكتب والمقالات والدوريات والصور، إذ استلمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي هذه الهبة، أول أمس بالجزائر العاصمة، من قبل قريبة العالمة السيدة ايميلي سابو جوانت. تحوي المراجع المسلمة للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ 346 مؤلفا، و32 مقالا و33 دورية و150 صورة فوتوغرافية التقطتها جيرمان تيون في منطقة الأوراس في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي، واعتبرت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي هذه المبادرة بالالتفاتة النبيلة، مشيرة إلى أن المراجع تشكل كنزا معرفيا هاما من شأنه أن يثري محتويات ومخابر المركز الوطني للبحوث. وقالت المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة بالجزائر، أن هذا المسعى سيدعم البحث العلمي في البلاد، ونوهت بالمبادرة التي تترجم عمق الصداقة مع الشعب الجزائري، واغتنمت المناسبة لتدعو كل الباحثين من أمثال تيون ليزودوا مراكز البحوث بأعمالهم الأكاديمية في هذا الاختصاص والمتعلق أساسا بتاريخ الجزائر. بالمقابل، تحدثت السيدة ايميلي سابو جوانيت عن حياة قربيتها جيرمان تيون، وذكرت أن الجزائر كانت محور حياتها تلك، وشاركت في جميع النضالات التي وقعت في القرن الماضي، وبذلت جهودا خلال حرب التحرير الوطنية للتنديد بالظلم الذي يعانيه الشعب الجزائري تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، وتعد هذه الهبة مبادرة من قريبة العالمة السيدة ايميلي سابو جوانيت بمناسبة إحياء الذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر. ولدت جيرمان تيون سنة 1907 باليغري بفرنسا وتوفيت سنة 2008 عن عمر101 سنة، ووقفت إلى جانب العدالة خلال حرب التحرير الوطنية من خلال التنديد بالتعذيب، كما سمحت أعمالها في منطقة الأوراس بمعرفة اكبر بالمجتمع الجزائري لسنوات 1930، وقد انعكس التزامها خلال السنوات الأولى من اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 عبر عملها حول ترحيل السكان الجزائريين واستعمال النبالم في جبال الجزائر، وكانت وراء إنشاء المراكز الاجتماعية سنة 1955 والهياكل الاجتماعية التربوية المخصصة لتعليم أطفال الجزائريين. وقد جرت عملية تسليم هذه الهبة في حفل نظم بقصر الثقافة مفدي زكريا بحضور مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، السيد سليمان حاشي، وعدد من الباحثين والمثقفين.