ضغوط الحياة وعلاقتها بالاضطرابات السيكوسوماتية لدى طلبة الجامعة في البيئة العربية - اليمن والجزائر".. أطروحة دكتواره تترجم معاناة الإنسان في عصر الثورة التكنولوجية والذي أصبحت الضغوطات النفسية المتولدة من التعقيد والتغيير السريع أهم سمات حياته اليومية.. ويأتي الطلبة في مقدمة الشرائح التي يستهدفها الضغط بسبب عبء التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقع على عاتقهم، إلا أن الملفت في المسألة هو أن الاناث أكثر معاناة من الاضطرابات السيكوسوماتية مقارنة بالذكور. كان هذا أهم ما خلصت إليه الأطروحة لنيل شهادة دكتوراه أعدها وناقشها مؤخرا بمعهد علم النفس (جامعة الجزائر) الطالب اليمني علي وهبان تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر الأمير خياطي. واستهل الطالب دراسته بالحديث عن أثر الاحداث السريعة في زمن الثورة المعلوماتية في الإصابة بالامراض العضوية والمشاكل النفسية، وهو ما يعكسه واقع الانسان المعاصر الذي يفقتر الى الهدوء، حيث أن الركض وراء متطلبات الحياة المادية وما ينجر عنه من خوف وقلق ومنغصات، يشكل ضغوطات نفسية تترك آثارها على الجسم من خلال إصابته بالامراض العضوية، الأمر الذي تؤكده الدراسات الحالية على أساس أن 80 من أمراض العصر مثل الضغط والقلب ذات علاقة بالضغوطات النفسية. وتساءل الطالب علي وهبان من خلال الدراسة عما إذا كانت الاضطرابات السيكوسوماتية (نفسية وجسمية) مرتبطة بضغوط الحياة لدى الطلبة؟ وبناء على أساليب إحصائية كشفت نتائج الدراسة التي شملت 400 طالبا منهم 200 طالب جزائري و200 طالب يمني أن الطلبة في اليمن أكثر معاناة من الطلبة الجزائريين، مايعني أن للضغوط خاصيتها البيئية والثقافية. كما أوضحت الدراسة التي ركزت على الجانب الوقائي لتساعد على معالجة مشكلة الضغوط في مرحلتها الأولى، أن الاضطرابات السيكولوجية منتشرة في كل من الجزائر واليمن ولها علاقة بمختلف ضغوط الحياة الدراسية، الشخصية، الانفعالية، الاجتماعية، الأسرية والبيئية. كما أظهرت الدراسة أن الإناث أكثر معاناة من الضغوط مقارنة بالذكور لأنهن أكثر شعورا بمسؤوليات الحياة وأقل استخداما لأسباب الاستنكار الذي يلجأ إليه الذكور، حيث أنهن يلجأن إلى التعبير بلغة الجسد، وإلى جانب ذلك تعلب أساليب التعامل في المجتمعات العربية والتي تقوم على تفضيل الذكر، وكذا سيكولوجية المرأة دورا في زيادة معاناة الجنس اللطيف. وخلص معد الدراسة إلى نتيجة مفادها أن ضغوط الحياة تؤثر على النفس والجسد على حد سواء، مما يبرز الحاجة الماسة لوضع برامج إرشادية تساعد على مواجهة الضغوطات والتخفيف من الاضطرابات السيكوسوماتية. وعلى ضوء النتائج المتوصل إليها قدم الطالب مجموعة من الاقتراحات أساسها بناء برامج إرشادية في اليمن والجزائر، تفعيل دور الارشاد الوقائي، توسيع الخدمات النفسية في الجامعة، تكثيف برامج الثقافة النفسية في وسائل الاعلام وإدراج مادة الصحة النفسية في المقرر الجامعي.